في مشهد أثار الفضول والدهشة، انتشرت مؤخرًا في الأسواق الصينية ما يُعرف بـ”لهايات البالغين” أو Adult Pacifiers، والتي تُسوّق على أنها وسيلة فعالة لتقليل التوتر والقلق، وتحسين جودة النوم لدى المستخدمين. هذه المنتجات، التي تتوفر بأحجام وألوان وأسعار مختلفة، تسجّل مبيعات شهرية تُقدّر بآلاف القطع، حسب ما أوردته عدة منصات تسويق إلكترونية.
ورغم ما يُروّج لها من فوائد نفسية، أثارت هذه الظاهرة جدلاً واسعاً في الأوساط الطبية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.
فبينما يرى بعض المختصين في الطب النفسي أن اللهايات قد تمنح شعوراً بالأمان المؤقت يشبه تأثير بعض تقنيات العلاج السلوكي، يحذر آخرون من الانجراف وراء حلول سطحية قد تؤدي إلى الاعتماد النفسي السلبي على أشياء رمزية.
أما على مواقع التواصل، فقد انتشرت موجة سخرية عارمة من الظاهرة، خاصة بعد تداول صور لأشخاص بالغين يستخدمون هذه اللهايات في الأماكن العامة أو أثناء النوم، في مشهد اعتبره البعض “تقهقراً في النضج” أو “موضة غريبة تبحث عن التريند”.
الدكتورة “لي وانغ”، أخصائية نفسية بجامعة بكين، أوضحت في تصريح إعلامي أن “اللجوء إلى رموز الطفولة قد يكون فعلاً مهدئاً مؤقتاً، لكنه لا يُغني عن علاج القلق من جذوره، الذي يتطلب غالباً تدخلات علاجية حقيقية”.
من جهته، يرى المحلل الاجتماعي “تشانغ يوي” أن “الموضوع يعكس توتراً اجتماعياً متصاعداً في أوساط الشباب الصيني، ومحاولة للهروب من الضغوط المتزايدة بأساليب غير تقليدية”.
بالموازاة مع الجدل العلمي، تشهد متاجر إلكترونية مثل Taobao وJD.com إقبالاً لافتاً على المنتج، وسط انتقادات تتهم هذه الشركات بـ”استغلال نفسي” لحالة القلق المجتمعي في الصين، وتحويل معاناة الناس إلى فرصة للربح التجاري.