أطلق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت، يوم الأربعاء، ملاحقات قضائية في الولايات المتحدة ضد المؤثرة الأميركية المثيرة للجدل، كاندس أوينز، بتهمة القدح والذمّ، بعد نشرها سلسلة من الفيديوهات التي تتضمن مزاعم كاذبة ومسيئة تدّعي أن السيدة الأولى في فرنسا “وُلدت ذكراً”.
ورغم أن هذه الشائعات ليست جديدة، إذ ظهرت لأول مرة في فرنسا بعد انتخاب ماكرون رئيساً عام 2017، إلا أنها لم تلقَ في البداية اهتماماً واسعاً، وظلت محصورة في زوايا مظلمة من الإنترنت. لكن الأمور تغيرت بشكل لافت حين تناولت كاندس أوينز الموضوع في مارس 2024، ثم قامت بتحويله إلى سلسلة مصورة بعنوان “Becoming Brigitte” بدءًا من يناير 2025، مما ساهم في انتشار المزاعم على نطاق عالمي، مع تأثير سلبي متزايد على حياة الزوجين ماكرون.
وتُعرف كاندس أوينز بمواقفها اليمينية المتطرفة ومشاركتها في حملات إعلامية مثيرة للجدل، تستهدف عادة شخصيات سياسية بارزة، وخاصة في الأوساط الليبرالية. وفي حالة بريجيت ماكرون، تجاوزت المزاعم حدود النقد السياسي إلى الإساءة الشخصية، مما دفع الزوجين إلى اللجوء للقضاء من أجل الدفاع عن الكرامة والحق في الحياة الخاصة.
مصدر مقرب من الإليزيه أكد أن هذه الخطوة جاءت “بعد سنوات من الصمت، ووسط تصاعد الحملة الممنهجة التي تسيء إلى صورة السيدة الأولى وتستهدفها على أساس كاذب يمس بإنسانيتها”. وأضاف أن هذه الملاحقات تهدف إلى “وضع حدّ للانتهاك المتواصل للخصوصية، والتأكيد على أن الكرامة الإنسانية لا يجب أن تكون مادة للإثارة الإعلامية”.
ويُتوقع أن تثير هذه القضية نقاشاً واسعاً حول الحدود الفاصلة بين حرية التعبير وخطاب الكراهية، خاصة في ظل بيئة إعلامية عالمية باتت أكثر عرضة لتضخيم الشائعات وتحويلها إلى محتوى مربح، على حساب الحقيقة واحترام الأفراد.