الدار البيضاء – رصيف24
أصدرت محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، أواخر يونيو الماضي، حكمًا يقضي بإلغاء قرار ابتدائي سابق كان قد حكم بتعويض أجيرة تم فصلها من العمل، بعدما أبلغت مشغلتها بغيابها لأسباب صحية عبر تطبيق “واتساب”، دون احترام الوسائل الرسمية المعتمدة داخل الشركة.
ويعود أصل النزاع إلى إصابة الأجيرة بوعكة صحية استدعت توقفها عن العمل لفترة علاجية.
ووفق ما ورد في الملف، حسب مصادر إعلامية فقد قامت بإرسال شهادة طبية إلى مصلحة الموارد البشرية لدى مشغلتها عبر “واتساب”، كما جرت العادة حسب تصريحها، وهو ما اعتبرته المحكمة الابتدائية حينها كافياً لإثبات التبليغ، وقضت لفائدتها بتعويض يفوق 220 ألف درهم.
غير أن الشركة المشغلة استأنفت الحكم، مؤكدة أن الأجيرة تغيبت لأزيد من 25 يوماً دون مبرر قانوني أو إشعار رسمي، مشددة على أن وسيلة التواصل المعتمدة في المؤسسة هي البريد الإلكتروني المهني، أو مكتب الضبط المخصص لهذا الغرض.
وفي تعليلها، اعتبرت محكمة الاستئناف أن إشعار المشغلة بالغياب عبر “واتساب” لا يُنتج أي أثر قانوني، لكونه لا يندرج ضمن الوسائل الرسمية المعتمدة، وأن الأجيرة لم تثبت اعتياد المؤسسة على استخدام التطبيق للتواصل في المواضيع المهنية. كما اعتبرت أن الفصل جاء نتيجة انقطاع الأجيرة عن العمل بمحض إرادتها، مما يجعلها غير مستحقة لأي تعويض عن الإخطار أو الفصل أو الضرر.
من جهتها، كانت المحكمة الابتدائية قد ارتكزت في حكمها الملغى على المادة 271 من مدونة الشغل، التي لا تحدد وسيلة معينة لإشعار المشغل بالمرض، غير أن الاستئناف ارتأى أن السياق المهني يفرض التقيد بالوسائل الرسمية المنصوص عليها داخل المؤسسة.