رصيف24-مجتمع
أوضح تقرير “مرصد المحتوى الرقمي” أن منصة “ديسكورد” لم تعد مجرد فضاء للتواصل بين اللاعبين، بل تحولت إلى “ساحة علنية للتحريض” وأداة مركزية في يد ما أسماه “خوارزميات سيليكون فالي” لتأجيج الاحتجاجات وخلق “ثورات مفتعلة”.
ويرى المرصد أن المنصة تمثل الجيل الجديد من أدوات التنظيم، بعد أدوار مشابهة لعبتها فيسبوك وتويتر في العقد الماضي، مشيراً إلى أن بنيتها القائمة على الخوادم المغلقة تمنحها قدرة استثنائية على تمكين مجموعات شبابية من التنسيق بعيداً عن الرقابة.
وفي تصعيد جديد لتحذيراته، أكد المرصد أن الحراك الرقمي لـ”جيل Z” في المغرب يتجاوز العفوية، ليدخل في نطاق عمليات تأثير ممنهجة تستخدم الذكاء الاصطناعي.
وأوضح أن هذه التقنيات تُوظف لتحليل بيانات الشباب الرقمية واستهدافهم بمحتويات مصممة خصيصاً لتشكيل توجهاتهم، عبر خلق “غرف صدى” تعزز أفكاراً محددة وتعزلهم عن وجهات النظر المخالفة.
وأشار التقرير إلى أن هذه العمليات تتم في بيئة “شبه مغلقة”، مما يجعل من الصعب رصدها أو مواجهتها بالطرق التقليدية.
كما شدد “مرصد المحتوى الرقمي” على أن المطالب الاجتماعية المشروعة – مثل الحق في تعليم جيد وخدمات صحية لائقة – تُستخدم كمدخل للسيطرة على عقول الشباب وتوجيههم نحو أجندات خارجية.
وأكد أن الجهات المستغلة لا تختلق المشاكل من الصفر، بل تستثمر في القضايا الحقيقية التي تؤرق المجتمع، لتحوّل الغضب الشعبي إلى طاقة مُسخّرة لأهداف أخرى.
وخلص المرصد إلى أن مواجهة هذه التحديات لا يمكن أن تكون أمنية فقط، بل يجب أن تشمل:
- معالجة الأسباب الجذرية: عبر الاستجابة الفعّالة للمطالب الاجتماعية والاقتصادية.
- تعزيز التربية الرقمية: من خلال برامج تعليمية لتقوية التفكير النقدي لدى الشباب.
- تفعيل دور الأسرة والمجتمع: بفتح حوار واعٍ حول المخاطر الرقمية.
- تطوير القدرات التقنية: في مجال الأمن السيبراني لرصد الحملات الموجهة.
وأكد أن حماية “جيل Z” لا تعني التضييق على حرياتهم أو منعهم من التعبير، بل تحصينهم بالوعي والمعرفة، وبناء مجتمع أكثر عدالة يستجيب لطموحاتهم ويمنع أي محاولة لاستغلالهم