تعيش جماعة أيت ولال بإقليم مكناس، خلال الأيام الجارية، على وقع تنظيم معرض محلي للصناعة التقليدية والمنتجات التجارية، في مبادرة تُعزز الدينامية الاقتصادية للجماعة وتنسجم مع التوجيهات الملكية الداعية إلى ضرورة إحداث تنمية مجالية مندمجة تُساير حاجيات الساكنة، خاصة بالمجالات القروية والشبه القروية.
ويأتي تنظيم هذا المعرض في سياق تفعيل الرؤية التنموية التي تقودها السلطات الإقليمية بمكناس، تحت إشراف عامل العمالة عبد الغني الصبار، الذي دعا خلال سلسلة من اللقاءات التشاورية إلى دعم المبادرات الاقتصادية البسيطة والقادرة على خلق فرص عمل موسمية وتحريك عجلة التجارة المحلية، خصوصاً لفائدة المقاولات الصغيرة والمهن الحرة.
ويُمكّن هذا النوع من التظاهرات، بحسب متابعين للشأن المحلي، من كسر العزلة الاقتصادية عن الساكنة القروية، وفتح المجال أمام عشرات المقاولات الصغيرة والمهنيين لعرض منتجاتهم، سواء تعلق الأمر بالصناع التقليديين، المتاجر الصغيرة، المطاعم، مالكي وسائل النقل، أصحاب الطباعة والإشهار، أو كراء المحلات التجارية المؤقتة.
كما يساهم هذا المعرض في تنشيط الدورة الاقتصادية على مستوى الجماعة، من خلال الرفع من الإقبال التجاري وتوسيع العرض وجودة السلع، فضلاً عن استفادة الأسر المحلية من أسعار مناسبة وتنوع كبير في المنتجات.
ويرى مهتمون بالشأن المجالي أن الجماعات القروية لا تستفيد بالقدر ذاته من المشاريع الكبرى التي توجه عادة نحو المدن الكبيرة، لكن تنظيم مثل هذه المعارض والأسواق الأسبوعية والمهرجانات المحلية يمكّنها من الحصول على نصيب مهم من التنمية المندمجة، ويدعم الأنشطة التجارية والاجتماعية بشكل ملموس.
وتؤكد فعاليات محلية أن هذه المبادرات تشكل أحد الحلول العملية لتعزيز الاقتصاد الأهلي في المناطق التي تحتاج إلى تحفيز أكبر، إذ تمنح الساكنة إمكانيات جديدة للترقية الاجتماعية، وتساهم في خلق حركة اقتصادية تُعيد الحيوية للمجال القروي.

