رصيف24
تقدّمت الولايات المتحدة الأمريكية، بصفتها العضو المكلّف بصياغة مشاريع القرارات الخاصة بالملف داخل مجلس الأمن الدولي، بمقترح قرار رسمي يعتمد مبادرة الحكم الذاتي المغربية كمرجع وحيد لتسوية النزاع، مع اقتراح تمديد مهمة بعثة المينورسو لمدة ثلاثة أشهر فقط بدل السنة المعتادة.
ويرى مراقبون أن هذا التحرك يمثل انتقال الموقف الأمريكي من الدعم الرمزي إلى الدعم العملي، حيث باتت واشنطن تعتبر مبادرة الحكم الذاتي المغربية الحل الواقعي، الجدي، والدائم، بما ينسجم مع قرارات مجلس الأمن السابقة والرؤية الملكية الواضحة.
قرار تقليص فترة التمديد إلى ثلاثة أشهر فقط يُقرأ على أنه رسالة سياسية قوية تهدف إلى تسريع وتيرة الحل النهائي والضغط على الأطراف التي تُطيل أمد النزاع، وعلى رأسها الجزائر وجبهة البوليساريو.
وتشير مصادر دبلوماسية مطلعة إلى أن هذا الموقف جاء بعد مشاورات مكثفة بين واشنطن والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، إضافة إلى عواصم أوروبية وعربية مؤثرة، تدعم الرؤية المغربية القائمة على الواقعية واحترام السيادة الوطنية.
يرى محللون أن المشروع الأمريكي يعكس تحولاً نوعيًا في مواقف القوى الكبرى تجاه ملف الصحراء المغربية. فقد أصبح المجتمع الدولي، بدرجة غير مسبوقة، يعتبر أن مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الحل الوحيد الممكن لإنهاء النزاع الإقليمي المفتعل، بعد أكثر من خمسة عقود من الجمود.
كما يُفسر تقليص فترة ولاية المينورسو بكونه مؤشراً على نفاد صبر المجتمع الدولي، الذي لم يعد يقبل باستمرار الوضع الراهن ولا بالمناورات الانفصالية التي فقدت الدعم الإقليمي والدولي.
ويؤكد هذا التطور الجديد نجاح الدبلوماسية المغربية بقيادة الملك محمد السادس نصره الله في نقل الملف من مربع الصراع إلى فضاء الحلول الواقعية والمبادرات البناءة، ضمن رؤية تقوم على السيادة، التنمية، والاستقرار الإقليمي.
في المقابل، تجد الجزائر وجبهة البوليساريو نفسيهما في عزلة دبلوماسية متزايدة، بعدما تبنت عدة دول عربية وإفريقية وأوروبية موقفًا صريحًا داعمًا لمغربية الصحراء.
وبهذا المقترح الأمريكي، تتأكد مرة أخرى قوة الموقف المغربي ووجاهته السياسية، مقابل استمرار خصوم الوحدة الترابية في نهج العزلة والمراهنة على أطروحات فقدت كل مصداقية.
ويبقى السؤال: هل تستوعب الجزائر والبوليساريو الرسالة الأمريكية، أم ستواصلان الرهان الخاسر على خطاب الانفصال الذي تجاوزه الزمن؟

