أقدمت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على توقيف خطيب مسجد الحاج الريفي بحي النهضة 2 في الرباط، الأستاذ خالد التواج، حسب جريدة المساء 24 وذلك عقب خطبة الجمعة التي تناول فيها موضوع “التحذير من الإسراف والتبذير”، وربط من خلالها بين قيم الدين الإسلامي وسلوكيات بعض المسؤولين في تدبير المال العام.
وأوضح الخطيب الموقوف في تصريحات إعلامية، أن خطبته ركّزت على الدعوة إلى ترشيد النفقات ومحاربة مظاهر التبذير، مستشهداً بأمثلة تداولتها وسائل الإعلام الوطنية حول ما وصفه بسوء تدبير المال العام من قبل بعض المنتخبين ورؤساء الجماعات ووزراء سابقين، مؤكداً أنه لم يذكر أي أسماء احتراما لضوابط الخطابة في المساجد ودليل الإمام والخطيب الصادر عن الوزارة.
ورغم ذلك، تفاجأ الخطيب بقرار توقيفه من مهامه، في خطوة أثارت نقاشاً واسعاً حول الحدود المسموح بها للخطاب الديني، وحول ما إذا كان الحديث عن قضايا الشأن العام يدخل ضمن نطاق الموعظة الدينية أو يعتبر تجاوزاً لتوجيهات وزارة الأوقاف.
ويأتي هذا القرار في سياق مشابه لحالات سابقة عرفت توقيف خطباء تناولوا مواضيع ذات بعد اجتماعي أو سياسي، ما أعاد طرح تساؤلات حول هامش حرية الكلمة داخل المنابر الدينية، ودور المسجد في التوعية المجتمعية دون تجاوز المهام الوعظية.

