أعادت واقعة وفاة سائحة بريطانية بعد إصابتها بفيروس السعار، عقب تعرضها لخدش من جرو ضال خلال عطلتها في المغرب، الجدل حول ظاهرة انتشار الكلاب الضالة وغياب آليات الوقاية في الفضاءات الحضرية.
الواقعة التي أعلنت عنها وكالة الأمن الصحي البريطانية، أثارت اهتمام الإعلام البريطاني، وطرحت تساؤلات بشأن الإجراءات الوقائية المتبعة داخل التراب المغربي.
وفي هذا السياق، عبّر الناشط في مجال حقوق الحيوان، ياسين إرعمان، عن أسفه لما وقع، معتبراً أن الحادثة تُسيء لصورة المملكة، وتُظهر غياب نجاعة التدخلات المتخذة لمعالجة ملف الكلاب الضالة.
وأوضح رئيس جمعية “حماية أرواح الحيوانات”، في تصريح لجريدة هسبريس، أن استمرار تسجيل حالات السعار داخل الوسط الحضري يطرح علامات استفهام رغم السياسات القائمة على قتل الكلاب الضالة.
وأشار المتحدث إلى أن ما يزيد عن عشرين حيواناً يحمل فيروس السعار يوجدون في كل مدينة تقريباً، مرجعاً الأمر إلى ضعف حملات التلقيح وعدم فرضها بشكل صارم على الكلاب والقطط وغيرها من الحيوانات الثديية. واعتبر أن المقاربات المتبعة تفتقد إلى الرؤية العلمية والميدانية، خصوصاً في ظل إقصاء المختصين من عملية التخطيط.
كما دعا إلى ضرورة تفعيل قوانين صارمة، تفرض التلقيح الإجباري لجميع الحيوانات المملوكة وغير المملوكة، إضافة إلى إلزامية تعقيم الكلاب والقطط التي تتجاوز 12 شهراً من العمر، ومعاقبة أصحاب الحيوانات التي لم يتم تلقيحها.
وأكد إرعمان أن الحلول متوفرة، لكنها تتطلب فقط إرادة حقيقية من السلطات لتنزيلها، مشدداً على ضرورة التحرك العاجل، خاصة أن المغرب مقبل على احتضان تظاهرات رياضية كبرى مثل كأس العالم 2030، ولا يمكن التغاضي عن مشكل يؤثر على السلامة العامة وصورة البلاد.