أعرب الوزير الوصي أحمد البواري، خلال جلسة بمجلس المستشارين في وقت سابق من هذا الشهر، عن قلقه من تأثير الظروف المناخية القاسية على جودة الموسم الفلاحي، بسبب ارتفاع درجات الحرارة وتأخر الأمطار الخريفية، بالإضافة إلى تراجع المياه المخصصة للزراعة بسبب الأولوية لتأمين مياه الشرب.
مرحلة “الإنبات” صعبة
من جهته، أشار الخبير الفلاحي رياض وحتيتا إلى أن الظروف المناخية الحالية لا تشير إلى موسم فلاحي جيد، خصوصًا في ظل قلة الأمطار في الثلث الأول من الموسم الفلاحي، وهي فترة حاسمة في حياة النباتات خلال مرحلة الإنبات. وأضاف وحتيتا في تصريح لصحيفة “مدار21” أن استمرار موجات البرد مع نقص التساقطات سيؤدي إلى إبطاء نمو النباتات، مما يضعف عملية التمثيل الضوئي والنشاط النباتي بشكل عام.
وأكد الخبير أن “إذا استمر الوضع على حاله حتى فبراير، لن يكون هناك أمل في موسم فلاحي جيد”، مشيرًا إلى أن الزيارات الميدانية للأراضي الفلاحية في وسط المغرب تكشف عن واقع صعب. بالمقارنة مع العام الماضي، كانت منطقة الغرب قد استفادت من أمطار مهمة في هذه الفترة، مما جعلها تساهم بحوالي 85% من الإنتاج الوطني للحبوب، في حين تعاني هذه المنطقة الآن من قلة الأمطار وموجات البرد الشديدة، مما يعطل النشاط الفلاحي ويصعب على الفلاحين رش الأسمدة والأدوية النباتية.
هل هناك أمل في الأيام المقبلة؟
يبقى السؤال: هل يمكن إنقاذ الموسم الفلاحي 2024-2025؟ وهل ستساعد الأمطار في النصف الثاني من ديسمبر ويناير وفبراير في تحسين الوضع؟ يرى وحتيتا أنه في حال حدوث أمطار، فإنها قد تعوض جزءًا من الخسائر بنسبة 50 إلى 60% فقط. وأضاف أن التغيرات المناخية تؤثر على القطاع الفلاحي بشكل عام، وليس فقط الجفاف، بل أيضًا موجات البرد والحرارة، مما يؤدي إلى اختلال في تعاقب الفصول ويؤثر سلبًا على مناعة النباتات والنشاط النباتي.
في حال هطول أمطار متأخرة، من المحتمل أن تتكرر سيناريوهات السنة الماضية، حيث ستستفيد منطقتا الغرب والشمال بشكل أكبر لأنهما آخر من يزرع وأول من يحصد.
إجراءات الوزارة لدعم الفلاحين
في سياق آخر، أعلن الوزير أحمد البواري عن اتخاذ إجراءات لدعم قدرة الفلاحين الإنتاجية، خاصة فيما يتعلق بتوفير البذور والأسمدة، وتنمية سلاسل الإنتاج، وإدارة مياه الري، والتأمين الفلاحي، والتمويل. كما تم توفير 1.3 مليون قنطار من البذور المعتمدة بأسعار منخفضة مقارنة بالموسم الماضي، بالإضافة إلى دعم البذور المعتمدة للقطاني الغذائية والعلفية بنسبة تتراوح بين 20 و26% من تكلفة الإنتاج.
مصدر جرائد إلكترونية