مع حلول شهر رمضان، تعود الدراما المغربية إلى الواجهة ببرامج ومسلسلات جديدة، لكنها في جوهرها تكرر نفس الأسماء والوجوه التي اعتاد عليها الجمهور خلال السنوات الأخيرة،هذا النمط المتكرر يثير تساؤلات حول مدى تنوع الساحة الفنية، ومدى إتاحة الفرص للمواهب الجديدة، ناهيك عن التهميش الذي يطال رواد التمثيل الذين صنعوا مجد الدراما المغربية.
حيت يواجه المشاهد المغربي حقيقة مؤلمة تتمثل في الاعتماد المستمر على نفس الوجوه والممثلين الذين أصبحوا رمزًا مألوفًا في كل موسم، مما يثير تساؤلات حول استراتيجية الإنتاج وتوجهات السوق الفنية في المغرب
وفي مقابل هذه الظاهرة، نجد أن العديد من الممثلين القدامى، الذين ساهموا في ازدهار الدراما المغربية، قد أصبحوا خارج المشهد الفني، ،هؤلاء الفنانون يمتلكون خبرة وأداءً رفيعًا كان يمكن أن يضيف الكثير للأعمال الدرامية.
قد يجادل البعض بأن القنوات وشركات الإنتاج تبحث عن ما يحقق نسب مشاهدة عالية، مما يدفعها للاعتماد على ممثلين أثبتوا نجاحهم سابقًا.
وتنعكس آراء المشاهدين بشكل واضح، إذ عبّر الكثير منهم عن خيبة أملهم من تكرار نفس الوجوه مطالبين بمواهب جديدة ورواد الفن المغربي المنسين مؤكدا أن التجديد لا يعني التخلي عن الخبرة الفنية، بل يجب أن يكون بمثابة دمج بين الكفاءة القديمة والمواهب الناشئة لتقديم محتوى فني يرتقي بالمستوى العام
الدراما المغربية تمتلك إمكانيات كبيرة للتطور، لكنها تحتاج إلى قرارات جريئة تغير من النمطية السائدة وتفسح المجال أمام جميع الفئات للمشاركة،رمضان ليس فقط موسمًا للمشاهدة، بل هو فرصة لخلق محتوى يعكس التنوع والغنى الثقافي للمجتمع المغربي، بدل أن يبقى أسير التكرار والاجترار .