تشهد مدينة فاس صراعًا خفيًا بين أطباء القطاع الخاص، الذين دخلوا في سباق رقمي شرس لاستقطاب المرضى عبر الإنترنت، حيث تحولت خريطة “غوغل” وساحات التقييم الإلكتروني إلى ميدان معركة غير معلنة، يتنافس فيها البعض بأساليب غير مهنية، تصل حد التلاعب بالسمعة الرقمية وخلق تقييمات وتعليقات وهمية لزيادة شعبيتهم بشكل مضلل.
ووفقًا لمصادر خاصة، فإن بعض الأطباء لا يترددون في اللجوء إلى شركات متخصصة في التسويق الإلكتروني، تقدم لهم خدمات تضخيم التقييمات الإيجابية عبر “غوغل مابس”، في مقابل التقليل من سمعة منافسيهم عبر تعليقات سلبية أو حملات تشهير إلكترونية، مما يضع المرضى في حيرة ويجعلهم عرضة لخداع التسويق غير الأخلاقي.
وأكدت المصادر أن هذه الممارسات باتت تُثير قلقًا واسعًا داخل الأوساط الطبية والمهنية، حيث يُخشى أن يؤدي هذا التنافس غير النزيه إلى تلاعب بالثقة بين المرضى والأطباء، خاصة عندما يتم الترويج لخدمات طبية قد لا تكون بجودة التقييمات المنشورة.
وفي ظل هذه التطورات، تُطرح تساؤلات حول دور الجهات المختصة في مراقبة هذه الظاهرة، ومدى إمكانية إخضاع الأطباء لضوابط مهنية تمنع استغلال الإنترنت لأغراض تسويقية مضللة، في وقت بات فيه المريض يبحث عن المعلومة الطبية الموثوقة وسط بحر من التقييمات المشكوك في مصداقيتها.
فهل ستتحرك الهيئة الوطنية للأطباء ووزارة الصحة لكبح هذه الظاهرة؟ أم أن الحرب الرقمية بين الأطباء ستستمر دون رادع؟
مصدر فاس نيوز