رصيف24 | ميدلت
استفاقت جماعة أغبالو أسردان بإقليم ميدلت، في الأيام القليلة الماضية، على حادثة مأساوية تمثلت في العثور على جثة طفل يُدعى محمد، يبلغ من العمر 15 سنة، في وضعية توحي بالانتحار، في منطقة نائية بالجبال، وسط تضارب في المعطيات وتزايد الشكوك حول حقيقة ما وقع.
الطفل، الذي كان يشتغل راعيًا للغنم في ظروف اجتماعية هشة، تم العثور عليه معلَّقاً بشكل غامض، ما دفع السلطات المحلية إلى فتح تحقيق أولي رجّح فرضية الانتحار. غير أن معطيات محلية وتسريبات غير رسمية أعادت تركيب سيناريوهات أخرى، أبرزها احتمال تعرضه لجريمة قتل مدبرة.
في هذا السياق، أصدر المكتب الإقليمي لـالشبيبة الاتحادية بميدلت بيانًا عبّر فيه عن “بالغ الحزن والانشغال” إزاء هذه الواقعة، مستنكراً في الوقت ذاته الصمت الرسمي الغريب، ومندداً بما أسماه بـ”محاولات طمس الحقيقة وطي الملف بسرعة دون تحقيق نزيه وشفاف”.
وجاء في البيان أن “الحادث لا يهم أسرة الضحية فقط، بل يضرب في العمق ثقة المواطنين في العدالة ومؤسسات الدولة، خاصة في المناطق المهمشة التي تعاني من غياب البنيات الأمنية ومراكز المراقبة”.
ودعت الشبيبة، في بيانها، إلى فتح تحقيق مستقل وجاد تشرف عليه النيابة العامة، مع تدخل عاجل للأجهزة المختصة من أجل الكشف عن ملابسات الوفاة، وضمان عدم إفلات أي طرف محتمل من المحاسبة، مع التشديد على حماية الأطفال في العالم القروي من الإهمال والعنف والانتهاك.
وتُعيد هذه الحادثة إلى الأذهان مجموعة من الوقائع المأساوية التي شهدها “المغرب المنسي”، حيث تتكرر حالات الوفاة الغامضة والاختفاء في مناطق تفتقر لأبسط شروط البنية الأمنية والاجتماعية، ما يُحوّلها إلى فضاءات هشّة تنعدم فيها الحماية والعدالة.
رحيل الطفل محمد لا يجب أن يُطوى في صمت النسيان، بل ينبغي أن يكون جرس إنذار جماعي يُحرّك الضمائر والمؤسسات على حد سواء، من أجل تعزيز دور الدولة، وضمان الكرامة والأمان لكل طفل في هذا الوطن.