أعلنت الحكومة المغربية رسميًا انطلاق تفعيل تكنولوجيا الجيل الخامس (5G)، وذلك في إطار استثمارات ضخمة تُقدّر بنحو 80 مليار درهم، ترسيخًا لمكانة المملكة كقوة رقمية صاعدة على الصعيد الإفريقي والدولي.
البلاغ الصادر عن رئاسة الحكومة، عقب انعقاد مجلس إدارة الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، كشف أن المرحلة الأولى من المشروع ستمتد حتى نهاية سنة 2025، وستشمل تغطية عدد من المدن الكبرى، على أن تصل نسبة الربط بالتقنية الجديدة إلى حوالي 85 في المائة من السكان بحلول سنة 2030.
أرقام واعدة وتغطية واسعة
وفي عرض تقني قدّمه المدير العام للوكالة، عز العرب حسيبي، تم التأكيد على أن المغرب يحقق مؤشرات متقدمة في تغطية خدمات الاتصالات، إذ بلغ عدد مشتركي الهاتف المحمول 57 مليون مشترك، فيما يقدر عدد مستخدمي الإنترنت بنحو 40 مليونًا، ما يمثل نسبة تغطية تصل إلى 90 في المائة من الساكنة — وهي نسبة تفوق بكثير المعدل القاري الذي لا يتجاوز 37%.
هذا التقدم يضع المغرب في صدارة التصنيف الإفريقي للاتحاد الدولي للاتصالات لسنة 2025، حسب مؤشر تنمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (IDI)، في تتويج واضح للاستراتيجية الوطنية “المغرب الرقمي 2030”.
تحول تقوده رؤية ملكية شاملة
وفي كلمته خلال الاجتماع، شدد رئيس الحكومة عزيز أخنوش على أن التحول الرقمي ليس مجرد خيار تقني، بل هو رهان استراتيجي تُشرف عليه المملكة تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس. واعتبر أخنوش أن قطاع المواصلات والاتصال الرقمي يشكل ركيزة حيوية لتسريع التنمية، وتقليص الفوارق المجالية والاجتماعية، وتوسيع فرص الاندماج في الاقتصاد العالمي.
كما أكد البلاغ الحكومي على تحيين المخطط الوطني للترددات (PNF)، بما يواكب التحولات التكنولوجية، إلى جانب مواصلة تنفيذ مشاريع البنية التحتية المرتبطة بالأنترنت عالي الصبيب، وشبكات الألياف البصرية، لضمان خدمة ذات جودة في مختلف جهات المملكة.
نحو مستقبل أكثر اتصالاً
يمثل دخول المغرب رسميًا إلى عصر الجيل الخامس نقلة نوعية نحو بناء اقتصاد رقمي تنافسي، يُمكن من تطوير قطاعات متعددة، منها التعليم والصحة والنقل والصناعة الذكية. ومع قرب تعميم هذه التكنولوجيا، يبدو أن “المغرب الرقمي 2030” لم يعد مجرد شعار، بل رؤية تتحقق على الأرض، بوتيرة متسارعة وطموح لا حدود له.