تعيش ساكنة دوار تازروفت بجماعة سيدي يعقوب، إقليم أزيلال، أزمة عطش خانقة جعلت الحصول على الماء الصالح للشرب مهمة شاقة، حيث لم تعد العين الوحيدة التي كانت تشكّل مصدر الحياة قادرة على تلبية الحاجيات اليومية. ضعف الصبيب دفع الأسر إلى الانتظار لساعات طويلة أو إلى قطع مسافات تتجاوز ثلاثة كيلومترات نحو مناطق مجاورة كالصخيرة وأيت زومي.
و يؤكد عبد السلام أغنغون، رئيس جمعية تازروفت للتنمية،حسب جريدة “تيكل عربي” أن “العين ضعُف صبيبها بشكل شبه كلي، مما أجبر الساكنة على التنقل لمسافات بعيدة لجلب الماء”. وأضاف أن الآبار المتواجدة بالمنطقة غير مجدية بسبب ارتفاع نسبة الملوحة إلى 12 في المائة، ما يجعل المياه غير صالحة للشرب.
من جانبها، تحكي السيدة خديجة، امرأة مسنة من الدوار: “أمتطي دابتي وأسلك طريقاً غير معبدة لساعتين ذهاباً وإياباً لجلب كمية قليلة بالكاد تكفي للشرب ولسقي المواشي”، مشيرة إلى أن الوضع أصبح لا يطاق خاصة في ظل معاناة كبار السن والمرضى.
والفرع المحلي للجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب عبّر عن استنكاره لما وصفه بـ”الوضع المزري”، محمّلاً المسؤولية لسياسات الإقصاء والتهميش التي حرمت المنطقة من مشاريع تنموية أساسية. وأكد أن غياب العدالة المجالية يتناقض مع دعوات جلالة الملك محمد السادس نصره الله لتحقيق المساواة بين المواطنين.
كما اغنغون حذر من أن استمرار الأزمة قد يدفع الأسر إلى مغادرة أراضيها، قائلاً: “الكسيبة تموت عطشاً ولا يوجد حل آخر”. فيما شددت فعاليات مدنية على ضرورة ربط الدوار بشبكة المكتب الوطني للماء الصالح للشرب انطلاقاً من الصخيرة وأيت زومي، بدل حلول ترقيعية غير فعالة.
والجمعيات والساكنة شددت على أن الحق في الماء هو حق أساسي يجب أن يصان، مطالبة بترجمة الوعود السابقة إلى مشاريع ملموسة، حتى يشعر سكان تازروفت أنهم جزء من الوطن، لهم حقوق وواجبات على قدم المساواة مع باقي المواطنين.