رصيف24
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، عبر نائب وزير خارجيتها كريستوفر لانداو، عن عزمها تشجيع الشركات الأمريكية على الاستثمار في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، في خطوة تُترجم الموقف الأمريكي الداعم لسيادة المغرب على صحرائه ضمن مخطط الحكم الذاتي.
وجاء هذا التصريح خلال مباحثات جمعته بوزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، في نيويورك.
وأكد المسؤول الأمريكي أن هذه المبادرة تندرج في إطار الدبلوماسية الاقتصادية والتجارية، التي أطلقتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، من أجل تعزيز الازدهار والسلم والاستقرار في المنطقة.
المحلل السياسي سعيد بركنان اعتبر هذه الخطوة بمثابة تأكيد اقتصادي للموقف السياسي الأمريكي، ورسالة واضحة على أن ملف الصحراء حُسم لصالح المغرب بشكل نهائي.
وأوضح أن تشجيع الاستثمارات يتم في ظل ضمانات أمريكية، ما يؤشر على قرب الحسم الأممي عبر تنزيل الحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع.
وأشار بركنان إلى أن التغيرات الإقليمية، مثل انسحاب فرنسا من منطقة الساحل وصعود النفوذ الروسي، تدفع الولايات المتحدة إلى تثبيت وجودها عبر المغرب باعتباره شريكاً استراتيجياً.
من جهته، أوضح الخبير الاقتصادي رشيد ساري أن الاستثمار الأمريكي في الأقاليم الجنوبية يمثل عودة قوية لواشنطن إلى إفريقيا، خصوصاً بعد التراجع الذي ميز عهد إدارة جو بايدن السابقة. وأكد أن المغرب يشكل بوابة رئيسية للقارة، خاصة باحتضانه لمبادرة “ازدهار إفريقيا” التي تقودها واشنطن.
كما أشار ساري إلى أن الموقع الاستراتيجي للمملكة، إضافة إلى ثروات القارة الإفريقية من المعادن الاستراتيجية مثل الليثيوم والكوبالت والنحاس، يجعل من المغرب قاعدة مثالية لجذب الاستثمارات الأمريكية وتعزيز التعاون الاقتصادي جنوب الصحراء.
الخطوة الأمريكية الأخيرة ليست مجرد إعلان اقتصادي، بل موقف سياسي ودبلوماسي واضح يؤكد دعم واشنطن الكامل لمغربية الصحراء.
كما أنها تعكس وعياً استراتيجياً بضرورة دخول إفريقيا عبر المغرب، مع تحويل الأقاليم الجنوبية إلى منصة استثمارية قارية تعزز مكانة المملكة وتكرس مشروع الحكم الذاتي كخيار نهائي