الجزائر تتفوق على المغرب في عدد المقبولين في القرعة الأمريكية لموسم 2025
أفرزت نتائج برنامج الهجرة العشوائية الأمريكي (DV Lottery) لسنة 2025 مفاجأة جديدة، لكنها أصبحت نمطًا متكررًا في السنوات الأخيرة: تفوق الجزائر على المغرب في عدد المقبولين، حيث تم اختيار 5526 جزائريًا، مقابل 4237 مغربيًا، وفق البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية.
هذا التفاوت العددي، رغم تقارب الكتلة السكانية بين البلدين، يُثير الانتباه ويطرح أكثر من علامة استفهام. خاصة وأن المغرب يُعد شريكًا استراتيجيًا موثوقًا للولايات المتحدة في إفريقيا، في مجالات الأمن والدفاع والاستثمار، بينما تمر العلاقات بين الجزائر وواشنطن ببرود دبلوماسي واضح.
لكن المعطيات الأولية تُرجّح أن الأمر لا يتعلق بالسياسة أو العلاقات الثنائية، بل بحجم المشاركة في القرعة. فحسب مصادر متابعة، تسجّل الجزائر سنويًا عددًا كبيرًا جدًا من طلبات المشاركة، يتجاوز بكثير عدد الطلبات المغربية. ويرتبط هذا الواقع بانتشار ظاهرة الهجرة خارج الجزائر، والتي تحولت إلى خيار جماعي واسع النطاق في أوساط الشباب، ما ينعكس مباشرة على عدد المشاركين في القرعة الأمريكية.
في المقابل، تُظهر المعطيات أن الطلب المغربي يبقى أقل كثافة، وأن نسبة من الطلبات تُرفض لأسباب تقنية، كتكرار التسجيل، الصور غير المطابقة أو الأخطاء المعلوماتية.
كما أن الولايات المتحدة، في إطار برنامجها السنوي، لا تمنح التأشيرات مباشرة لكل المقبولين، بل تختار عددًا يتجاوز الحصة المقررة لتغطية حالات الانسحاب أو الرفض أثناء المقابلات القنصلية.
تفوق رقمي لا يعكس التفوق الدبلوماسي
في النهاية، تبقى المفارقة قائمة: رغم الوزن الدبلوماسي الكبير للمغرب في علاقته بواشنطن، فإن عدد المقبولين في القرعة الأمريكية يبقى أقل من الجارة الجزائر. هذا التفوق العددي يعكس على الأرجح حجم الإقبال الشعبي الجزائري على مغادرة البلاد، لكنه لا يعكس بأي حال موقع الجزائر في سلم أولويات السياسة الأمريكية، خصوصًا مع عودة دونالد ترامب إلى المشهد السياسي وتعيين وزير خارجية جديد عبّر صراحة عن موقف متشدد تجاه النظام الجزائري، ودعا إلى فرض عقوبات عليه.
فهل تكون هذه المفارقة الرقمية مجرد صدفة تقنية؟ أم أنها تعبير عن خلل في منهجية الانتقاء داخل أحد أكثر البرامج حساسية في وزارة الخارجية الأمريكية؟
أسئلة تبقى مفتوحة، خصوصًا في ظل التحولات القادمة في السياسة الأمريكية تجاه شمال إفريقيا.