في خطوة لافتة، تفاعل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سريعًا مع الانتقادات الواسعة التي طالت الأعمال الدرامية المعروضة خلال شهر رمضان 2025، بسبب ما تضمنته من مشاهد عنف وبلطجة وعري وخروج عن القيم والتقاليد المصرية، مؤكدًا على ضرورة تقديم محتوى إيجابي يعكس هوية المجتمع المصري.
وخلال إفطار جمعه برجال القوات المسلحة، أعرب السيسي عن تأييده للغضب الشعبي تجاه محتوى المسلسلات، مشددًا على أهمية تقديم أعمال ترتقي بالوعي المجتمعي، حيث قال:
“اوعوا ترعوا الغث فقط، والهزل فقط، والكلام اللي مش (لا) يبني أمة فقط”، في إشارة واضحة إلى ضرورة تعزيز الإنتاج الدرامي بقيم أخلاقية واجتماعية هادفة.
وفسرت تقارير إعلامية هذا التصريح على أنه انتقاد مباشر من الرئيس المصري لشركة “المتحدة للخدمات الإعلامية”، التي تحتكر الإنتاج الفني في مصر منذ 2016، وتحصل على ميزانيات ضخمة لإنتاج الدراما والسينما.
وفي استجابة سريعة، أعلنت الشركة عن تشكيل لجنة متخصصة للمحتوى، بهدف وضع ضوابط جديدة للإنتاج الدرامي والإعلامي، بما يتماشى مع توجيهات القيادة السياسية.
وأصدرت الشركة بيانًا رسميًا، الأربعاء الماضي، أكدت فيه إنشاء لجنة طارئة لضبط المحتوى الدرامي، بهدف تحقيق “التوازن بين الإبداع والمسؤولية الاجتماعية وتطلعات الجمهور المصري”.
وفي سياق متصل، قرر حزب “الجبهة الوطنية” تكليف كل من الكاتب مدحت العدل، ونقيب الممثلين أشرف زكي، والممثل سامح الصريطي بدراسة “أزمة الدراما”، في ضوء انتقادات الرئيس المصري، فيما أكد رئيس الحزب عاصم الجزار أن المحتوى الدرامي الحالي “لا يعكس الإنجازات التي حققتها الدولة المصرية”، خاصة في مجالات القضاء على العشوائيات وتوفير حياة كريمة للمواطنين، منتقدًا تركيز المسلسلات على الجريمة والعنف.
وعلى مدار السنوات الأخيرة، تعرضت الدراما المصرية لانتقادات واسعة بسبب المحتوى الذي تقدمه، حيث اعتبر نقاد أن الأعمال المنتجة بعد سيطرة “المتحدة للخدمات الإعلامية” على المشهد الفني منذ 2016 تعكس تراجعًا فكريًا وثقافيًا وفنيًا، بدلًا من أن تكون أداة لتعزيز القيم الإيجابية في المجتمع.
وبعد هذا التدخل الرئاسي المباشر، يترقب الشارع المصري ما إذا كانت الدراما المصرية ستشهد تحولًا جذريًا في مضمونها، أم أن التغيير سيظل شكليًا دون تأثير حقيقي على جودة المحتوى الفني.
مصدر جرائد إلكترونية