في مثل هذا اليوم قبل 80 عاماً، وتحديداً في 8 ماي 1945، أعلنت ألمانيا النازية استسلامها الرسمي، منهية بذلك الحرب العالمية الثانية، وهي واحدة من أكثر الصراعات دموية في تاريخ البشرية. ورغم مرور ثمانية عقود، لا تزال مساهمة الجنود المغاربة في هذه الحرب تُذكر على استحياء، في حين أن دورهم كان أساسياً في معارك فاصلة شهدتها جبهات أوروبا وشمال إفريقيا.
شارك عشرات الآلاف من الجنود المغاربة في صفوف الجيش الفرنسي، حيث خاضوا معارك ضارية في إيطاليا وفرنسا، وساهموا بشكل كبير في تحرير الأراضي الأوروبية من قبضة القوات النازية. ورغم ظروفهم القاسية، وكونهم خاضعين حينها للاستعمار الفرنسي، أبان هؤلاء الجنود عن شجاعة استثنائية وتفانٍ نادر.
وفي هذا السياق، يسلّط المؤرخ الفرنسي ميشيل بوييه، الأستاذ المشارك في معهد الدراسات السياسية بالجامعة الدولية بالرباط، الضوء على هذا الدور قائلاً: “الجنود المغاربة لم يكونوا مرتزقة، بل دافعوا عن مبادئ إنسانية كبرى، رغم أنهم كانوا يُحاربون تحت راية مستعمر لم يمنحهم بعد استقلالهم”. ويضيف أن تضحياتهم، التي غالباً ما تم تهميشها في السرديات الأوروبية، لا تزال تحتاج إلى اعتراف رسمي منصف.
ويشير بوييه إلى أن المغرب فقد الآلاف من أبنائه في تلك الحرب، سواء في المعارك أو نتيجة للإصابات والمعاناة الصحية في ظروف الحرب. ويؤكد أن استحضار ذكرى 8 ماي يجب أن يكون لحظة تأمل واعتراف بتاريخ نضالي مشترك، وإعادة اعتبار لأبطال حقيقيين طواهم النسيان.
اليوم، وفي خضم النقاشات حول إعادة كتابة التاريخ الاستعماري، تبرز دعوات لإدماج قصص هؤلاء الجنود المغاربة في مناهج التعليم ووسائل الإعلام، لما لذلك من أهمية في ترسيخ الذاكرة الجماعية، وتحقيق عدالة رمزية طال انتظارها.