مر على إقصاء المنتخب المغربي إلا خمس أيام بالأراضي الإيفوارية ، يوم داق فيه المغاربة مرارة حلم معانقة الكأس السمراء و حمل النجمة الثانية القميص طال إنتظاره منذ جيل أبطال سنة 1976 .
المرارة الإفريقية تعودها الجمهور المغربي على مر السنين من جيل إلى جيل ، و في كل نسخة يحفونا الأمل لكسب رهان أصبح بالمعجزة عند الكثيرين، حتى يومنا هذا و في النسخة الإيفوارية قلنا حان الوقت لإطلاق عنان الفرحة بكتابة إسم المغرب في سجل أبطال إفريقيا للمرة الثانية و مع الركراكي و أبنائه قلنا لا شيء سيمنعنا من معانقة الحلم ، البداية من لقاء تنزانيا لامسنا الفعالية و الروح للأسود و عزيمتهم في الإنقضاض على البطولة و تأييد الذين رشحوا الكثيبة للصعود في البوديوم ، و في اليوم الثاني بان وجه شاحب لأداء المنتخب المغربي في لقاء الكونغو الديمقراطية ربطناه بعامل المناخ و بادرنا بالتشجيع للمضي قدما ..
اليوم الثالث بعد تأهل مسبق ، اللقاء كان مع زامبيا تأكيدا على زعامة المجموعة و الإنتصار كان في يد رفقاء زياش ، هذا الأخير الذي تعذر عليه الحضور في اليوم المشؤوم المكتوب على جبين كل مغربي في جميع المحافل الإفريقية ، في يوم أصبحت الأسود العالمية صبيانا في زمرة الأولاد الذين جعلوا من وصلونا للقمة فخا لسقوط في الوحل الأيفواري ، منهم من قال حكيمي سبب الهزيمة و منهم من إتهم الركراكي بالعطافة في إختياراته و منهم من أرهقته النكاسات قائلا ليست لنا شخصية إفريقية بالذات .
بين هذا وذاك ، الركراكي تحزم بأسود سمع زئيرها في قطر أرعب نفوس الخصوم قبل بداية الكان ، ناسيا محو نجاحات الماضي و ما وقع في جوهانسبرغ بالتصفيات للمسابقة ذاتها و أمام المنافس ذاته ، ليعود بذلك لأرض الوطن كالعادة في كل نسخة حاملين الحزن و في أعينهم نظرات التأسف دون تبرير عوض الكأس الذي أستبدل منذ سنوات بكأس مزاجه المرارة و طعم الإنتكاس .