فاس – أولاد الطيب
تشهد دار الطالبة بجماعة أولاد الطيب التابعة لعمالة فاس وضعًا مأساويًا منذ أيام، عقب قيام المكتب الوطني للكهرباء بنزع العداد الكهربائي عن المؤسسة، بسبب تراكم مستحقات مالية غير مؤداة، ما أدى إلى انقطاع شامل في التيار الكهربائي.
القرار يأتي في وقت حرج من السنة الدراسية، حيث تستعد التلميذات لاجتياز الفروض والامتحانات النهائية، ما اضطرهن إلى قضاء ليالٍ في ظلام دامس داخل مرافق تفتقر لأدنى شروط الإقامة الكريمة. هذا الوضع أثار موجة استياء في صفوف أولياء الأمور والفعاليات الجمعوية، الذين حذروا من الآثار النفسية والأمنية لهذا الانقطاع على الفتيات القاصرات.
ورغم المناشدات المتكررة من المجتمع المدني، فإن الجهات المعنية، سواء الجماعة الترابية أو السلطات الإقليمية، لم تبادر بعد إلى إيجاد حلول عاجلة، سواء عبر تسوية الوضع المالي للمؤسسة أو التدخل لتأمين حق التلميذات في بيئة تعليمية لائقة.
وتطرح هذه الواقعة تساؤلات جادة حول آليات الحكامة والتدبير المالي لمؤسسات الرعاية الاجتماعية بالمجال القروي وشبه الحضري، خاصة دور الطالبة التي تشكل ركيزة أساسية لمحاربة الهدر المدرسي ودعم تمدرس الفتاة القروية.
وفي ظل هذا التراخي الإداري، تبقى تلميذات دار الطالبة بأولاد الطيب عرضة للتهميش، في انتظار تحرك فعلي من الجهات المسؤولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وتدارك العواقب التي قد تمس مستقبل عدد من التلميذات دراسيًا وإنسانيًا.
مصدر فاس نيوز