شهد حي الملاح بالمدينة العتيقة لمراكش، صباح الثلاثاء 6 ماي 2025، انهيارًا جزئيًا لأحد المنازل بدرب الجامع، دقائق قليلة بعد تسجيل هزة أرضية ارتدادية شعر بها عدد من سكان المدينة وضواحيها.
أفادت مصادر محلية أن المنزل المتضرر كان مُصنفًا ضمن المباني الآيلة للسقوط، وتم إخلاؤه من سكانه منذ حوالي 3 أشهر، بناءً على قرار بالهدم صادر عن السلطات.
وكان من المفترض أن تبدأ أشغال الهدم خلال الأيام المقبلة، غير أن الهزة الارتدادية العنيفة تسببت في تسريع الانهيار.
ولم تُسجل أي إصابات بشرية، فيما جرى تأمين محيط المنزل فورًا.
انتقلت على الفور إلى عين المكان فرق الوقاية المدنية والسلطات المحلية، حيث تم عزل المنطقة المحيطة بالمبنى، وتقييم المخاطر المحتملة على باقي الدور المجاورة، في انتظار استكمال الإجراءات التقنية والهدم الكامل.
وبحسب المعهد الوطني للجيوفيزياء، فإن الهزة المسجلة يوم الثلاثاء بلغت 4.5 درجات على سلم ريشتر، وكان مركزها بجماعة ثلاث نيعقوب بإقليم الحوز، على عمق 11 كيلومترًا.
ويُؤكد الخبراء أن مثل هذه الهزات الارتدادية طبيعية ومتوقعة، في أعقاب الزلزال الكبير الذي ضرب المنطقة في شتنبر 2023.
هذا الحادث أعاد إلى الواجهة مطالب سكان مراكش العتيقة، خاصة أحياء الملاح وسيدي أيوب، بضرورة تسريع عمليات الترميم والهدم للمباني المهددة، بعدما توقفت بعض الأوراش وتأخر التنفيذ في عدة مواقع حساسة.
الانهيار الجزئي الذي شهده حي الملاح يُجدد التنبيه إلى هشاشة النسيج العمراني التاريخي بمراكش، ويدعو إلى رفع وتيرة تدخلات الترميم الوقائي، حمايةً للأرواح وحفاظًا على التراث المعماري العريق