في الآونة الأخيرة، بدأت تلاحظ ظاهرة لافتة في المجتمع المغربي، حيث أصبح الكثير من النساء المغربيات يرتدين “المخور” الخليجي في المناسبات التقليدية، وهو ما يثير تساؤلات حول مدى تأثير الثقافة الخليجية على الملبس المغربي التقليدي.
يرتبط “المخور” بشكل أساسي بالثقافة الخليجية، حيث يُعتبر رمزاً للأنوثة والترف في معظم دول الخليج العربي، لكن ظهوره في الاحتفالات والمناسبات المغربية يفتح باباً واسعاً للنقاش حول تطور الهوية الثقافية المغربية وتأثير العولمة.
و“المخور” هو فستان طويل تزينه تطريزات فاخرة وأحياناً من الأقمشة الثمينة مثل الحرير أو الساتان، ويتميز بتصميمه الذي يجمع بين البساطة والفخامة في آن واحد.
في دول الخليج، يُعتبر هذا الفستان جزءاً لا يتجزأ من المناسبات الخاصة مثل الأعراس أو الاحتفالات الكبرى، حيث تعكس المرأة من خلاله مكانتها الاجتماعية وذوقها الرفيع.
ومن جهة أخرى، تشتهر الثقافة المغربية بملابسها التقليدية التي تتنوع بين الجلباب والملحفة والقفطان، والتي تمثل جزءاً مهماً من الهوية الثقافية والتاريخية للمغرب.
هذه الملابس تُظهر ذوقاً رفيعاً في التصميم والتنفيذ، حيث يتميز القفطان المغربي بتطريزاته اليدوية الراقية والألوان الزاهية التي تعكس التراث المغربي العريق.
لكن في السنوات الأخيرة، بدأنا نرى تحولات في هذا السياق.
مع تزايد التأثيرات العالمية، انتشرت الكثير من الموضات الخليجية بين فتيات المغرب، ليظهر “المخور” الخليجي في المناسبات التقليدية المغربية.
وقد يفسر هذا التحول بوجود عوامل عدة، مثل التواصل الثقافي المتزايد بين المغرب ودول الخليج، خاصة عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث أصبحت بعض الشخصيات العامة والمؤثرين في هذه الدول نموذجاً يُحتذى به.
ورغم أن العديد من النساء المغربيات اعتبرن أن ارتداء المخور في المناسبات لا يقلل من قيمتهن الثقافية، بل بالعكس، يضفن إليه لمسات مغربية مبتكرة، فإن هناك من يراها ظاهرة تقلل من خصوصية الثقافة المغربية.
من بين الانتقادات المطروحة، نجد أن البعض يرى أن “المخور” الخليجي لا يعكس روح التراث المغربي، وقد يؤدي إلى إضعاف الهوية الثقافية الوطنية.
إن الموضة والأزياء ليست مجرد ملابس، بل هي مرآة للثقافة والعصر الذي نعيش فيه. ومن خلال هذه الظاهرة، يتضح أن تقاطع الثقافات يمكن أن يكون وسيلة لتعزيز التنوع والاحتفاظ بجوهر الهوية في نفس الوقت.
مصدر جرائد إلكترونية