دعت البرلمانية فاطمة خير، عن فريق التجمع الوطني للأحرار بمجلس النواب، إلى ضرورة التدخل العاجل من أجل تقنين وتنظيم استخدام وسائط التواصل الاجتماعي بالمغرب، في ظل تزايد التحديات المرتبطة بالأخبار الزائفة، وخطابات الكراهية، والابتزاز الرقمي، وما تخلفه من آثار مقلقة داخل المجتمع.
جاء ذلك خلال مداخلتها في اجتماع لجنة التعليم والاتصال والثقافة بمجلس النواب، حيث نبهت إلى أن الاستخدام الواسع لمنصات مثل فيسبوك، واتساب، إنستغرام وتيك توك، رغم ما تتيحه من إمكانيات للتواصل والتعبير والتعلم، أصبح يطرح إشكالات قانونية وأمنية وأخلاقية، تتطلب تدخلاً تشريعياً فورياً.
وسلطت البرلمانية الضوء على جملة من التداعيات السلبية الناجمة عن الاستعمال المكثف لهذه الوسائط، أبرزها تفكك الروابط الأسرية وانتشار الإدمان الرقمي، خصوصاً بين المراهقين، إلى جانب تصاعد ظاهرة التنمر الإلكتروني وخطاب الكراهية، ما يمثل تهديداً مباشراً لـتماسك النسيج المجتمعي.
وعلى المستوى النفسي، حذّرت فاطمة خير من العلاقة الوثيقة بين الإفراط في استخدام المنصات الرقمية وارتفاع مستويات القلق والاكتئاب، مشيرة إلى أن المقارنات المتكررة مع الصور المثالية المنتشرة على هذه الوسائط تُعزز الإحساس بعدم الكفاية وتُقوض الثقة بالنفس، خاصة في صفوف الشباب.
وأكدت المتحدثة على ضرورة سنّ إطار قانوني يضمن الاستخدام المسؤول لهذه الوسائل، مع التشديد على توعية المواطنين، وخصوصاً الناشئة، بمخاطر الاستخدام غير المنضبط، داعية إلى شراكة بين الحكومة والمجتمع المدني ومؤسسات التربية والإعلام للتصدي لهذا التحدي المتنامي.