في خطوة وُصفت بالجريئة والطموحة، تستعد الملاعب المغربية الجديدة لاحتضان تجربة رائدة على مستوى القارة، تتمثل في توفير شبكة WiFi عالية الجودة ومجانية للجماهير، بمعدل نقطة اتصال لكل ثلاثة مقاعد داخل المدرجات.
المبادرة، التي تأتي في إطار رؤية شاملة لتحديث البنية التحتية الرياضية، تهدف إلى تحويل الملاعب إلى فضاءات ذكية تدمج بين المتعة الرياضية والتفاعل الرقمي.
إذ سيتمكن المشجعون من متابعة المباريات، ومشاركة اللحظات الحماسية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبث المقاطع المباشرة، وكل ذلك من مقاعدهم داخل التيران.
يعتبر هذا التحديث يشكل جزءًا من خطة وطنية تهدف إلى رفع جودة التجربة الجماهيرية، وإعادة الثقة في الفضاءات الرياضية كأماكن آمنة، مريحة، ومتطورة.
كما سيمكن هذا النظام الجماهير من الولوج إلى تطبيقات مرافقة للمباريات، مثل الإحصائيات الفورية، إعادة اللقطات، أو حتى طلب خدمات داخل الملعب.
هذا التحديث من شأنه أن يفتح المجال أمام صحافة رياضية ميدانية أكثر حيوية وتفاعلية، حيث سيتمكن الصحفيون والمراسلون من تغطية الأحداث لحظة بلحظة دون انقطاع، كما سيمنح المؤثرين والمحتوى الرقمي الرياضي دفعة قوية للإبداع من قلب الحدث.
ويأتي هذا المشروع في سياق الدينامية التي يشهدها قطاع الرياضة المغربي، خاصة بعد النجاحات المتتالية للمنتخبات الوطنية، واستعداد المملكة لتنظيم تظاهرات كبرى، وفي مقدمتها كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030.
وهي فرص تفرض جاهزية عالية ليس فقط على مستوى البنية التحتية الرياضية، ولكن أيضًا في الجانب التقني والتواصلي.
توفير WiFi في الملاعب ليس مجرد رفاهية، بل هو جزء من تصور جديد للتجربة الرياضية، يُعيد الاعتبار للجمهور، ويجعله شريكًا حقيقيًا في الحدث.