في إطار الدينامية المتواصلة لتأهيل المجال الحضري وتعزيز منظومة الأمن بفاس، أطلقت السلطات الترابية صفقة عمومية كبرى تروم تجهيز المدينة بنظام متكامل للمراقبة بالكاميرات، وذلك في سياق الاستعدادات الجارية لاحتضان المملكة لكأس العالم 2030، واستقبال ملايين الزوار والسياح من مختلف أنحاء العالم.
الصفقة، المُعلن عنها تحت رقم 18/2025، تم تقديمها بصيغة طلب عروض أثمان وطني، بقيمة تقديرية تناهز 10 ملايين درهم (9.983.280,00 درهم دون احتساب الرسوم). وتُعدّ من أكبر الاستثمارات الموجهة لتحديث البنية الأمنية والتقنية للمدينة.
المشروع يتضمن تركيب كاميرات مراقبة عالية الجودة، سواء الثابتة أو المتحركة، وإنشاء مركز تحكم جهوي مزود بأنظمة رقمية متطورة، بالإضافة إلى إحداث بنية تحتية مخصصة للكهرباء والألياف البصرية لضمان استمرارية الاتصال، فضلاً عن تجهيزات خاصة بتخزين وتحليل الصور وربطها بشكل مباشر بالمصالح الأمنية المختصة.
ويهدف النظام الجديد إلى أكثر من مجرد الردع أو التوثيق، بل يُنتظر أن يساهم في التدخل السريع والاستباقي في حالات الطوارئ، وتحسين حركة السير، وتغطية النقاط السوداء المعروفة داخل المجال الحضري.
الخطوة تأتي تزامنًا مع مشاريع إصلاح كبرى تهم البنية التحتية، خصوصًا على مستوى الطرق والمحاور الرئيسية، وذلك بهدف تحويل المدينة إلى نقطة جذب سياحي وواجهة حضرية ضمن مدن المستقبل الذكية. ويرتقب أن تضع هذه المبادرة فاس ضمن شبكة المدن الذكية بالمغرب، من خلال دمج التكنولوجيا في آليات الحكامة والتدبير المحلي.
يندرج هذا الورش ضمن رؤية استراتيجية أشمل تهدف إلى تعزيز الأمن الرقمي الترابي، وربط المدن المغربية بشبكات حديثة لتحليل البيانات الحية، ما يعزز من قدرة التدخل ويكرّس ثقة المواطن في الخدمات العمومية. كما يُعتبر المشروع استثمارًا في المستقبل، من خلال تسخير الذكاء التكنولوجي لحماية الأفراد والمجال، وتوفير بيئة حضرية آمنة، متقدمة، ومنفتحة على العالم.