مع اقتراب العيد، لا يقتصر الفرح على الحلويات والملابس الجديدة، بل هناك طقس ينتظره الأطفال بلهفة: “فلوس العواشر”.
هذه العادة، التي تعدّ من أبرز مظاهر الاحتفال، تمنح العيد نكهة خاصة للأطفال، وتجعلهم يشعرون بفرحة العطاء والاستقلال المالي المؤقت.
ويرتبط مفهوم “فلوس العواشر” أو “العيدية” بالعطاء والفرح، وهو تقليد اجتماعي يرمز إلى إدخال السرور على قلوب الأطفال.
يحرص الأهل والأقارب، وخاصة كبار السن، على منح الصغار مبالغ رمزية من المال، تُقدَّم غالبًا في صباح العيد بعد تبادل التهاني.
ورغم اختلاف التسميات بين المجتمعات، فإن المعنى واحد: إنها مكافأة العيد التي يخصصها الكبار للصغار، لتكون وسيلةً لإسعادهم ومنحهم حرية التصرف في شراء ما يشتهون، سواء كان حلوى، ألعابًا، أو حتى ادخارها لأغراض أكبر.
في الماضي، كانت “فلوس العواشر” تعني قروشًا معدودة، لكنها كانت تحمل قيمة كبيرة في قلوب الأطفال. اليوم، ومع تغير الزمن، أصبحت المبالغ تختلف حسب الحالة المادية لكل أسرة، لكنها لا تزال تحتفظ برمزيتها.
ورغم انتشار وسائل الدفع الإلكترونية، إلا أن الأطفال لا يزالون يفضلون تلقي أموالهم نقدًا، وكأن ملمس الأوراق النقدية جزء من طقوس العيد نفسها.
ومهما تطورت الحياة وتغيرت الظروف، تبقى “فلوس العواشر” رمزًا للفرح والاحتفال، وواحدة من أكثر العادات انتظارًا لدى الأطفال في العيد. فكما أن للكبار متعهم في العيد، يبقى هذا الطقس الصغير بمثابة العيد الخاص للصغار، حيث يكتشفون متعة العطاء، وقيمة المال، وفرحة العيد التي لا تكتمل بدونها.