تواصل دورة 2025 من مهرجان “موازين إيقاعات العالم” إثارة الجدل، بعدما تفجرت معطيات جديدة تتعلق بإقصاء مخرجين مغاربة من ذوي الكفاءة المهنية العالية، كانوا قد أشرفوا على إخراج سهرات الدورة السابقة، ليتم تعويضهم بمخرجين أجانب استجابة لشروط فرضتها الشركة التقنية الأجنبية المتعاقدة مع المهرجان.
وبحسب جريدة هسبريس، فإن المخرجين المغاربة الذين تم الاستغناء عن خدماتهم سبق أن قَبِلوا الاشتغال بأجور “متواضعة” في الدورة الماضية، إيماناً منهم بأهمية المساهمة في إنجاح أحد أبرز المهرجانات الفنية في المغرب.
غير أن هذه السنة شهدت – على نحو مفاجئ – تهميشهم وتفضيل أطقم أجنبية يتقاضى أفرادها مبالغ مالية مرتفعة، تلتهم جزءاً كبيراً من الميزانية التقنية للمهرجان.
الخطوة أثارت استياء في صفوف مهنيين بالمجال السمعي البصري، الذين رأوا في الإقصاء تنكراً لجهود الكفاءات الوطنية، وسلوكاً يعاكس توجهات العديد من المهرجانات الدولية التي تسعى لتعزيز الحضور المحلي في التسيير والتنظيم.
وتساءلت جهات عدة عن خلفيات هذا القرار، وعن مدى التزام منظمي المهرجان بتمكين الموارد البشرية المغربية، لاسيما في ظل الحديث الرسمي عن دعم الصناعة الإبداعية وتشجيع المقاولات الوطنية.
ويأتي هذا التطور في سياق ما وصفه متابعون بـ”سلسلة إخفاقات” طبعت الدورة العشرين من “موازين”، شملت سوء التنظيم، ارتباك البرمجة، وتأخر العروض، إضافة إلى مشاهد الفوضى واحتقار بعض ممثلي الصحافة الوطنية.
ويبدو أن مهرجان موازين، الذي كان يُضرب به المثل في حسن التنظيم والدقة، يشهد هذه السنة مرحلة دقيقة تعكس اختلالات بنيوية متزايدة، قد تؤثر على صورته وصورته الثقافية داخلياً وخارجياً، في حال استمرار تغليب المصالح التجارية على تمكين الكفاءات المغربية.