أصدرت محكمة الاستئناف ببني ملال، في 20 مارس الجاري، حكمًا يقضي بإدانة أستاذ جامعي يشغل منصب منسق ماستر بالكلية متعددة التخصصات في المدينة، بتهمة التحرش الجنسي تجاه زميلة له في نفس المؤسسة.
وقضت المحكمة بإلغاء الحكم الابتدائي الذي برّأ المتهم، وحكمت عليه بالسجن لمدة شهرين، بالإضافة إلى غرامة مالية قدرها 5000 درهم، مع تعويض الضحية بمبلغ 30 ألف درهم (3 ملايين سنتيم).
وبحسب ما رواه المحامي عبد الرحمن الباسورد، فإن الواقعة تتعلق بقيام الأستاذ الجامعي بإرسال رسائل إلى زميلته تضمنت عبارات مثل: “الزين ديالي”، و*“العمل معك حلاوة”، و“الخايبة ديالهم”*. وعند اعتراضها على تلك العبارات، ردت عليه قائلة: “إما أن تحترم الحدود أو سأخبر زوجتك”. لكن الأستاذ استمر في هذا السلوك، ما دفعها إلى تقديم شكاية إلى وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية ببني ملال.
وبناءً على الشكاية، قرر وكيل الملك متابعة الأستاذ بتهمتي التحرش الجنسي والإمعان في مضايقة الغير عبر تسجيلات إلكترونية ذات طابع جنسي ولأغراض جنسية.
وخلال جلسات المحاكمة الابتدائية، دافع المتهم عن نفسه بالقول إن عبارة “الزين ديالي” يستخدمها بشكل عفوي مع الجميع، مشيرًا إلى أن المشتكية كانت بدورها تناديه بـ “صاحبي” و*“خويا”*. واستنادًا إلى شهادات بعض الحاضرين الذين أكدوا أن المتهم يستعمل هذه العبارات بشكل اعتيادي، قضت المحكمة الابتدائية ببراءته، معتبرة أن تلك العبارات لا تحمل طابعًا جنسيًا.
إلا أن وكيل الملك والمشتكية طعنا في الحكم أمام محكمة الاستئناف، التي قررت إلغاء حكم البراءة، وأدانت الأستاذ بالسجن والغرامة والتعويض المالي.
ويعيد هذا الحكم تسليط الضوء على قضايا التحرش في المؤسسات التعليمية، ويعزز النقاش حول ضرورة اتخاذ تدابير أكثر صرامة لحماية بيئة العمل والدراسة من أي سلوك غير لائق.
مصدر جرائد إلكترونية