يمثل ميناء الناظور غرب المتوسط أحد المشاريع الوطنية الكبرى التي تراهن عليها المملكة، وخاصة جهة الشرق، لتعزيز العدالة المجالية وتحقيق التوازن التنموي بين مختلف أقاليم المغرب.
المشروع، الذي يندرج ضمن الرؤية الملكية الهادفة إلى خلق أقطاب تنموية متكاملة، يُشيَّد على الساحل المتوسطي بالقرب من مدينة الناظور، ويعد من بين أهم المشاريع الاستراتيجية في شمال إفريقيا.
يتضمن الميناء منشآت متطورة لمعالجة الحاويات، ونقل المواد الطاقية، والبضائع المتنوعة، إلى جانب منطقة صناعية وخدماتية متكاملة، تروم إحداث منظومة اقتصادية قائمة على الأنشطة ذات القيمة المضافة، خاصة في مجالات الصناعة التحويلية واللوجستيك والخدمات.
تعوّل الدولة والسلطات المحلية على المشروع لإحداث نقلة نوعية في سوق العمل بجهة الشرق، عبر خلق آلاف مناصب الشغل المباشرة وغير المباشرة، خصوصًا في ميادين النقل البحري، والتجارة الدولية، والصناعات التصديرية.
من المرتقب أن يُخفف ميناء الناظور غرب المتوسط الضغط المتزايد على ميناء طنجة المتوسط، من خلال إعادة توزيع الحركة التجارية والأنشطة المينائية على الشريط الشمالي الشرقي، ما يمنح المملكة قدرة أكبر على التحكم في تدفقات السلع ويعزز مكانتها في سلاسل التوريد الدولية.
يتجاوز المشروع بُعده المينائي، ليُشكّل رافعة حقيقية لإدماج جهة الشرق في الدينامية الاقتصادية الوطنية والدولية، بفضل موقعه الجغرافي الاستراتيجي القريب من أوروبا والممتد على حوض البحر الأبيض المتوسط.
ويُمكن أن يسهم هذا المشروع في تحفيز المقاولات الصغرى والمتوسطة بالجهة، واستقطاب المستثمرين الدوليين الباحثين عن مواقع إنتاج وخدمات لوجستية ذات كلفة تنافسية وولوج سلس للأسواق العالمية.