في مداخلة جريئة خلال استضافته في برنامج “نبض العمق”، حذّر نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية والوزير الأسبق، من أن استضافة المغرب لنهائيات كأس العالم لكرة القدم، رغم أهميتها الرمزية والوطنية، قد لا تكون مجدية من الزاوية الاقتصادية والمالية البحتة، بل قد تُسهم في توسيع الفوارق المجالية والاجتماعية داخل المملكة.
وأكد بنعبد الله أن تجارب الدول السابقة أظهرت أن تنظيم أحداث رياضية كبرى لا يحقق غالبًا أرباحًا مالية مباشرة، بل يؤدي إلى تفاقم المديونية الوطنية.
ولفت إلى أن المغرب يتجه حاليًا نحو الاقتراض من الأسواق الدولية لتوفير تمويلات ضخمة تُقدّر بمليارات الدولارات، مما يزيد من الضغط على المالية العمومية.
وعلى مستوى العدالة المجالية، عبّر بنعبد الله عن قلقه من أن ثمار استثمارات المونديال ستتركز في مدن بعينها، من بينها الرباط، الدار البيضاء، مراكش، طنجة، أكادير وفاس، في حين ستظل مناطق أخرى مهمشة، مثل الجهة الشرقية، بني ملال، الراشيدية، تنغير، ورزازات وزاكورة، خارج دائرة الاستفادة، سواء من البنيات التحتية أو الخدمات الجديدة.
وأضاف قائلاً:
“لا يمكن أن يتحول كأس العالم إلى مشروع يُعمّق الفوارق الاجتماعية والمجالية بدل أن يكون رافعة للعدالة والتنمية المتوازنة.”
ودعا القيادي اليساري الحكومة إلى تبني رؤية شاملة ومتكاملة تضمن استفادة كافة الجهات من الاستثمارات المرتبطة بهذا الحدث العالمي، مع التأكيد على أن الإنصاف المجالي هو مفتاح التنمية المستدامة.