المراسلة الوزارية، التي تحمل تاريخ 15 ماي 2025، دعت مديري الأكاديميات الجهوية إلى اقتراح مفتشين ومدرسين للمشاركة في هذه الدورة التكوينية، بشراكة مع الجامعة الملكية المغربية للرياضات الوثيرية والرشاقة البدنية والهيب هوب، وبالتعاون مع الجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية.
هذا القرار دفع المستشار البرلماني خالد السطي، عن فريق الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، إلى توجيه سؤال كتابي إلى وزير التربية الوطنية، محمد برادة، يستفسر فيه عن الخلفيات البيداغوجية والثقافية لإدماج هذا النوع من الفنون في المنظومة التربوية، ومدى إسهامها في تعزيز القيم داخل الوسط المدرسي، وتقوية الكفايات الأساسية لدى التلاميذ، بالإضافة إلى دورها المفترض في مواجهة ظواهر العنف والهدر المدرسي وتراجع المستوى الدراسي.
وحسب مصادر إعلامية أوضح مصدر مسؤول داخل وزارة التربية الوطنية أن “الانفتاح على تعبيرات فنية مثل الهيب هوب أو الرقص الإيقاعي ليس نزوة ظرفية، بل يدخل ضمن استراتيجية أوسع لتعزيز الإبداع، والتربية على القيم، وكسر النمطية داخل الحصص البدنية”.
وأضاف المصدر نفسه أن “الوزارة تشتغل على مقاربات حديثة في التنشيط التربوي، تراعي اهتمامات التلاميذ وميولاتهم، بما يعزز ارتباطهم بالمدرسة”، مشددًا في الوقت ذاته على أن “هذه المبادرات تخضع لتأطير بيداغوجي واضح وتكوين مستمر لفائدة الأطر التربوية”.
مع ذلك، عبّر عدد من الفاعلين النقابيين عن تخوفهم من “تحويل المدرسة إلى فضاء للفرجة بدل بناء الكفايات العلمية والمعرفية”، مطالبين بـ”إعطاء الأولوية لمراجعة المناهج والرفع من جودة التعليم الأساسي قبل التفكير في إدماج أنماط تعبيرية مثيرة للجدل”.
يأتي هذا النقاش في سياق أوسع من الجدل المجتمعي حول توجهات الوزارة في تحديث مناهج التربية البدنية، وفتحها على أنماط فنية غير تقليدية، يرى فيها البعض رافعة لتحبيب المدرسة للتلميذ، ويعتبرها آخرون انزياحًا عن أولويات الإصلاح الحقيقي.