تعالت أصوات العديد من ساكنة سوق اربعاء الغرب، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، مُنادية بإحلال الأمن في مختلف البؤر السوداء المنتشرة باحياء المدينة ، مُرجعين أصل الظاهرة إلى “ضعف الحملات الأمنية ” في تلك المناطق من جهة، و”غياب برامج اجتماعية” موجهة إلى فئة الشباب العاطل عن العمل الذي انغمس في الإجرام من جهة اخرى .
ضعف الحملات الأمنية
ياسين هرهور رئيس شبكة جمعيات الغرب ، يشكو من “غياب دوريات الأمن لتمشيط عدد من الأحياء المخيفة في سوق اربعاء الغرب ؛ من قبيل حي ولاد بن سبع والمارشي و حي السلام وولاد حماد و منطقة السكة الحديدية وغيرها”، معتبرا أن “عشرات المواطنين يتعرضون للضرب والجرح والسلب والسرقة من قبل العصابات الإجرامية التي تعترض سبيلهم ”.
وأكد هرهور، في شكاية موحهة الى السيد الباشا ووكيل الملك وعامل الاقليم توصلت جريدة رصيف24 الالكترونيه بنسخة منها “أن المواطنين باتوا يعيشون حالة من الرعب بعد تنامي عمليات السطو التي تطال ممتلكاتهم الخاصة.
وأشار إلى أن السوق الأسبوعي وعدد من أحياء المدينة تحولت إلى نقط سوداء تستدعي تدخلا أمنيا عاجلا لتطهيرها من العصابات المدججة بالأسلحة البيضاء، حيت دعى الجهاز الأمني إلى تحمل مسؤوليته لإنهاء معاناة ساكنة سوق أربعاء الغرب مع آفة انعدام الأمن، وتنظيم حملات أمنية دائمة لإيقاف كافة المتورطين في ترويع ساكنة المنطقة بدل الانشغال فقط في تحرير ” بروصيات” المرور ” على حد قوله.
غياب الحكامة المحلّية
من جهته، ترى صفحة سيدي عيسى الغرب ، الفاعل المدني بمدينة سوق اربعاء الغرب ، أن أصل المشكل ليس أمنياً بالدرجة الأولى، وإنما يعود إلى الحكومة والمجالس المنتخبة، موضحا أنها “تستغل هذه الأحياء الفقيرة على صعيد الانتخابات فقط، بينما تغيب روح المبادرة وما يرافقها من برامج اجتماعية من شأنها تلبية حاجيات الشباب”.
وشددت الصفحة في تدوينة لها على مواقع التواصل على أن “الشباب العاطلين عن العمل لا يجدون ولو درهما واحداً لتلبية حاجياتهم اليومية؛ الأمر الذي يجبرهم على السرقة وارتكاب الجرائم من اجل الحصول على مصروف قهوة وبعض من السجائر في المساء ،واحيانا قتل بعضهم البعض لاسباب مادية تافهة ” موردا أن “العديد من الجرائم التي تقع في الأحياء الشعبية تكون في الأصل عبارة عن مناوشات فقط بين الجيران أو شجار بين الأصدقاء، لكنها سرعان ما تأخذ منحى دمويا في فترة لاحقة”.
ولفت الانتباه إلى كون “الناشئة محرومة من المكتبات والقاعات الرياضية والحدائق العمومية المزودة بخدمة الأنترنت المجانية، لا سيما أننا نتحدث الآن عن المدن الذكية، في وقت نرى فيه بسوق اربعاء الغرب كيف تحولت بناية مكتبة المدينة الى مصلحة لتحصيل الضرائب ! وكيف تحولت ملاعب القرب الى مشاريع خاصة و هناك اخبار رائجة عن نية الجماعة في تفويت الحديقة الجديد للخواص ”.
ويمضي المصدر عينه مسترسلا: “القوانين التنظيمية تُلزم المجالس المنتخبة بالعمل على تقليص الفوارق الاجتماعية بين المواطنين من جهة، ثم المساهمة في إحلال الأمن والسلم، على اعتبار أن المنتخب مُطلع بشكل كبير على نسبة البطالة في المنطقة التي انتخب فيها، وكذلك طبيعة الشرائح المُشكلة للنسيج الاجتماعية في تلك المنطقة”، مؤكدا على أن “مبادرة التجنيد من شأنها أن تبث روحا جديدة في الشباب لتفادي السلوكات المخالفة للفضاء العام”.