يشهد المغرب حاليًا استقرارًا نسبيًا في الأحوال الجوية، مع ارتفاع طفيف في درجات الحرارة، خاصة في المناطق الشمالية. غير أن هذا الهدوء الجوي لن يدوم طويلًا، إذ من المرتقب أن تتأثر البلاد بأطراف العاصفة الرابعة التي تضرب منطقة إيبيريا هذا الموسم، بعد العواصف “جانا” و”كونراد” و”لورانس”.
تشكلت العاصفة الجديدة، التي أُطلق عليها اسم “مارتينيو”، في المحيط الأطلسي، وهي الآن في طريقها نحو سواحل البرتغال وإسبانيا.
ووفقًا لنماذج الطقس، فإن تأثيرها سيكون ملحوظًا بشكل خاص على شبه الجزيرة الإيبيرية، فيما ستصل تأثيراتها إلى المغرب، وإن كان ذلك بدرجة أقل، لا سيما في المناطق الشمالية الغربية من البلاد.
بحسب التوقعات الجوية، من المتوقع أن تبدأ التأثيرات غير المباشرة للعاصفة “مارتينيو” يوم الخميس 20 مارس، حيث ستشهد المناطق الشمالية الغربية للمغرب تساقطات مطرية متفاوتة الشدة. كما يُرتقب أن تستمر هذه الأمطار حتى يوم الجمعة، مع احتمال تسجيل هبات رياح قوية في بعض المناطق القريبة من الساحل.
وتشير نماذج الطقس إلى أن الأمطار ستكون أكثر تركيزًا في مدن مثل طنجة وتطوان والعرائش والقنيطرة، إضافة إلى بعض المناطق الداخلية القريبة.
كما قد تشهد مناطق الأطلس المتوسط بعض التساقطات المطرية، لكن بدرجة أقل مقارنة بالمناطق الساحلية الشمالية.
إلى جانب الأمطار، يُنتظر أن تؤدي العاصفة إلى انخفاض طفيف في درجات الحرارة، خاصة في المناطق الشمالية والمرتفعات. هذا التراجع سيكون ملحوظًا خلال ساعات الليل والصباح الباكر، حيث ستسجل درجات الحرارة انخفاضًا يتراوح بين 2 و5 درجات مئوية مقارنة بالأيام السابقة.
وفي المقابل، لن يكون للعاصفة تأثير قوي على المناطق الجنوبية والوسطى للبلاد، حيث من المتوقع أن تظل الأجواء مستقرة إلى حد كبير، مع استمرار درجات الحرارة المعتدلة.
تأتي العاصفة “مارتينيو” بعد سلسلة من العواصف التي أثرت على أوروبا وشمال إفريقيا خلال الأشهر الأخيرة. فمنذ بداية العام، شهدت المنطقة عواصف قوية مثل “جانا”، التي جلبت معها أمطارًا غزيرة ورياحًا عاتية، و”كونراد”، التي تسببت في اضطرابات جوية كبيرة في أجزاء من أوروبا، و”لورانس”، التي أثرت أيضًا على شمال المغرب وإن كان بشكل محدود.
وعلى الرغم من أن المغرب لم يكن في عين هذه العواصف، إلا أنه تأثر بأطرافها، مما ساهم في تسجيل تساقطات مطرية جيدة، ساعدت في تحسين مستوى الموارد المائية، لا سيما بعد سنوات من الجفاف.
تمثل هذه العواصف مصدر ارتياح بالنسبة للفلاحين والمزارعين، حيث تساهم في تعزيز مخزون المياه الجوفية والسطحية، وتحسين ظروف الزراعة. فالأمطار التي جلبتها العواصف السابقة ساعدت في إنعاش الأراضي الزراعية، خصوصًا في المناطق الشمالية والغربية للمملكة.
ويعتمد القطاع الفلاحي في المغرب بشكل كبير على التساقطات المطرية، نظرًا لدورها الحيوي في ري المحاصيل الزراعية والمراعي الطبيعية.
لذا فإن أي اضطراب جوي يحمل معه الأمطار يُنظر إليه بإيجابية، خاصة بعد السنوات الأخيرة التي شهدت تراجعًا في معدل التساقطات.
على الرغم من أن العاصفة “مارتينيو” لن تضرب المغرب بشكل مباشر، إلا أن السلطات المختصة تراقب تطورات الوضع الجوي عن كثب.
وينصح خبراء الأرصاد المواطنين، خاصة في المناطق الشمالية، باتخاذ الاحتياطات اللازمة، لا سيما في المناطق التي قد تشهد رياحًا قوية أو أمطارًا غزيرة.
ويُنصح السائقون بتوخي الحذر أثناء القيادة في الطرق التي قد تشهد تساقطات مطرية، كما يُنصح الصيادون بتجنب المغامرة في البحر خلال فترة تأثير العاصفة، نظرًا لاحتمال ارتفاع الأمواج واضطراب حالة البحر.
مع اقتراب نهاية فصل الشتاء وبداية الربيع، يظل المغرب تحت تأثير الأنظمة الجوية الأطلسية التي تجلب الأمطار بين الفينة والأخرى.
وعلى الرغم من أن الموسم المطري الحالي شهد فترات من الانقطاع، إلا أن العواصف القادمة من المحيط الأطلسي ساعدت في في تحقيق تحسن نسبي في معدلات التساقطات المطرية، مما انعكس إيجابيًا على المخزون المائي في السدود والفرشات الجوفية، وكذلك على القطاع الفلاحي.
ورغم ذلك، لا يزال المغرب بحاجة إلى مزيد من الأمطار لتعويض العجز المسجل في السنوات الأخيرة، خاصة مع التحديات المرتبطة بندرة المياه والتغيرات المناخية.
مصدر جرائد إلكترونية