شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب خلال الأيام الأخيرة حالة من الجدل والقلق، بعد تداول عدد من الفيديوهات والصور التي توثق إصابات وتورمات خطيرة في العنق، قيل إنها ناجمة عن الإصابة بمرض السل البقري، الناتج عن استهلاك الحليب غير المبستر ومشتقاته المعروضة في بعض المحلبات التقليدية، والتي تعتمد على الحليب الطبيعي المنتج من طرف الفلاحين.
الجدل اشتد بشكل أكبر بعد ظهور عدد من المؤثرين يوثقون معاناتهم الصحية، أبرزهم اليوتيوبر ندى حسي، التي كشفت في مقطع فيديو أنها أصيبت بتورم في عنقها ناتج عن المرض، واضطرت للخضوع لعملية جراحية لإزالته، مشيرةً إلى أنها تناولت “الرايب” في إحدى المحلبات قبل ظهور الأعراض.
هذا الوضع أثار موجة من القلق في صفوف المواطنين، وطرح تساؤلات عديدة حول سلامة الحليب الطري غير المعقم المتداول في الأسواق التقليدية، وما إذا كانت البلاد فعلاً تواجه موجة من الإصابات بمرض السل بسبب مصدر غذائي.
في ظل هذا الجدل، طالب عدد من النشطاء وفعاليات المجتمع المدني وزارة الصحة بالخروج عن صمتها وتقديم توضيحات رسمية للرأي العام بخصوص حقيقة هذه الحالات، وما إن كانت هناك علاقة مؤكدة بين استهلاك الحليب الخام والإصابة بالمرض. كما دعوا إلى الكشف عن الإجراءات المتخذة لحماية صحة المواطنين.
السل البقري يُعد من الأمراض الخطيرة التي يمكن أن تنتقل من الحيوان إلى الإنسان عبر تناول منتجات حيوانية غير معقمة، ويصيب عادةً الجهاز اللمفاوي، ما يسبب التهابات وتورمات في مناطق مختلفة من الجسم، خصوصًا على مستوى العنق.
أمام تضارب المعطيات وتزايد المخاوف، شدد رواد مواقع التواصل الاجتماعي على أن الشفافية والتواصل الفوري من طرف وزارة الصحة باتا أمرًا ضروريًا، ليس فقط لتقديم المعلومة الدقيقة، بل أيضًا لطمأنة الرأي العام وتفادي موجة هلع قد تؤثر على ثقة المواطنين في المواد الاستهلاكية التي تعرض في السوق المحلي.
كما طالب مواطنون بتشديد الرقابة على جودة الحليب ومشتقاته، وإطلاق حملات توعوية واسعة لتحسيس المستهلكين بمخاطر استهلاك الحليب الخام غير المبستر، خاصة في ظل الظروف الصحية الراهنة التي تتطلب يقظة أكبر.