تُعد الصناعة التقليدية المغربية من أبرز روافد الهوية الوطنية، ومصدر فخر واعتزاز للمغاربة داخل الوطن وخارجه.
ومع تصاعد الاهتمام العالمي بالمنتجات الحرفية والأصالة الثقافية، أصبحت هذه الصناعة فرصة استثمارية واعدة، خاصة بالنسبة للجالية المغربية المقيمة بالخارج، التي بإمكانها أن تدمج بين شغفها بالوطن وفهمها لاحتياجات الأسواق الأجنبية.
يتمتع المغرب بتنوع كبير في منتوجاته التقليدية، من الزرابي، البلغة، الفخار، الزخرفة على الخشب، الخياطة التقليدية، والنقش على الفضة، وغيرها من الحرف التي تحمل في طياتها تاريخًا عريقًا وجودة فنية عالية.
الجالية المغربية، بما تملكه من علاقات وشبكات تواصل في دول الاستقبال، قادرة على تسويق هذه المنتوجات للعالم، لكن بطريقة عصرية ومواكبة للمعايير الدولية، سواء من حيث التغليف أو التصنيع أو خدمات التوصيل.
من بين الأفكار العملية التي يمكن للجالية الاستثمار فيها:
- دعم التعاونيات النسوية أو الشبابية المختصة في الصناعة التقليدية.
- إنشاء متاجر إلكترونية موجهة للجمهور الأوروبي أو الأمريكي.
- المشاركة في المعارض الدولية للمنتجات التقليدية.
- تطوير ورش عمل أو دورات تعريفية بالصناعة التقليدية المغربية في الخارج.
في ظل التحول الرقمي العالمي، أصبحت الرقمنة أداة فعالة للترويج، حيث بات بالإمكان إنشاء محتوى رقمي يبرز جمالية وتفرد هذه الحرف، مما يعزز الطلب عليها. لذلك، يمكن للجالية الجمع بين الخبرات الرقمية والمنتوجات الحرفية لبناء مشاريع ناجحة.
تُشجع الدولة المغربية بشكل متزايد الاستثمار في الصناعة التقليدية، وتوفر برامج دعم وتكوين وحوافز مالية، خاصة لمغاربة العالم. ويمكن الولوج إلى هذه البرامج عبر بوابات إلكترونية رسمية أو من خلال التنسيق مع غرف الصناعة التقليدية.
استثمار الجالية في الصناعة التقليدية ليس فقط وسيلة لتحقيق أرباح مالية، بل هو أيضًا مساهمة فعالة في حماية التراث، وتوفير فرص الشغل، وتعزيز صورة المغرب بالخارج. إنه استثمار في الأصالة برؤية عصرية