في حادث صادم هز فرنسا والعالم، قُتل شاب مسلم من أصول مالية داخل مسجد “خديجة” في بلدة “لاغران كومب” بجنوب فرنسا أثناء أداء الصلاة. الضحية، الذي يبلغ من العمر 23 عامًا، تعرض لعدة طعنات تجاوزت الخمسين طعنة على يد شاب فرنسي من أصول بوسنية (21 عامًا)، حيث قام المعتدي بتصوير جريمته بعد قتل الضحية ووجه له عبارات مليئة بالكراهية تجاه الإسلام.
الشرطة الفرنسية تحركت بسرعة كبيرة، حيث جندت أكثر من 70 عنصراً أمنياً وطائرات مروحية للبحث عن الجاني، الذي فر من مكان الحادث.
في بيان رسمي، أدان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجريمة، مؤكداً أن “لا مكان للكراهية والعنصرية في فرنسا”، وشدد على ضرورة التصدي لهذه الأفعال بكل حزم لحماية حرية العبادة والمساواة بين جميع المواطنين. رئيس الوزراء الفرنسي، فرانسوا بايرو، وصف الحادثة بـ “جريمة كراهية خطيرة”، وصرح بأن الحكومة ستعمل على تقديم الجاني للعدالة.
من جانبها، عبرت مؤسسات دينية ومنظمات المجتمع المدني عن استنكارها لهذه الجريمة، حيث اعتبر “المسجد الكبير بباريس” أن الحادث يجب أن يُصنف كعمل إرهابي. كما نظمت عدة جمعيات مدنية مسيرات تضامنية ضد الإسلاموفوبيا، داعية إلى تعزيز قيم العيش المشترك.
هذه الحادثة تأتي في وقت حساس، حيث تصاعدت في السنوات الأخيرة حوادث العنف ضد المسلمين في فرنسا وأوروبا، ما يثير تساؤلات حول فاعلية الإجراءات الحكومية لمكافحة الكراهية الدينية. في ضوء ذلك، يبقى التحدي الكبير أمام المجتمع الفرنسي هو الحفاظ على قيم الجمهورية وتعزيز التعايش السلمي بين جميع أفراده.
مصدر جرائد إلكترونية