وسط تساؤلات عديدة حول سر قدرة المغرب على تزويد إسبانيا بالكهرباء بانتظام، جاء الرد العملي عبر مشروع استراتيجي ضخم يحمل اسم “ريمو”، والذي يضع أسسًا جديدة للربط الكهربائي بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط.
المشروع يتمثل في إنشاء رابطين كهربائيين متطورين، يُمكنان من تبادل الطاقة في كلا الاتجاهين، بطاقة إجمالية تبلغ 1400 ميغاواط، مع طموحات مستقبلية لرفع هذه القدرة إلى 2000 ميغاواط أو أكثر، بما يتماشى مع الطلب المتزايد على الطاقة النظيفة في أوروبا.
يعتمد المغرب في هذا السياق على مزيج طاقي متوازن ومتجدد، يجمع بين الطاقة الشمسية، طاقة الرياح، ومشاريع رائدة في مجال الهيدروجين الأخضر، ما يعزز موقعه كمصدر مستدام للطاقة باتجاه القارة الأوروبية.
ووفق تقارير إعلامية إسبانية، فإن الربط يتم عبر ثلاثة كابلات بحرية تمتد لمسافة 29 كيلومترًا تحت مضيق جبل طارق، تربط بين مدينة طريفة الإسبانية ومنطقة فرديوة قرب القصر الصغير في المغرب، في إطار واحد من أبرز المشاريع الرابطة بين إفريقيا وأوروبا.
ولا يقتصر دور المشروع على تزويد الكهرباء فقط، بل يُسهم في تعزيز استقرار الشبكات الكهربائية بين البلدين، ويدعم الرؤية المشتركة للتنمية المستدامة، مما يبرز قوة ومتانة الشراكة الاستراتيجية بين المغرب وإسبانيا في قطاع الطاقة