شهدت مختلف أسواق ومحلات الجزارة في المدن المغربية خلال الأيام القليلة التي تسبق عيد الأضحى، إقبالاً كثيفاً من طرف المواطنين على اقتناء اللحوم الحمراء ومشتقات الأضحية، في مقدمتها “الدوارة”، وذلك بالرغم من عدم ذبح الأضاحي هذه السنة بسبب الظرفية الخاصة التي تمر منها البلاد.
هذا الإقبال غير المسبوق خلق حالة من الاكتظاظ داخل الأسواق، وساهم في ارتفاع ملحوظ في الأسعار، خاصة بالنسبة للمكونات التي تشهد طلبًا كبيرًا مثل الكبد، القلب، و”الدوارة”، التي تجاوزت أسعارها المعتادة بشكل كبير.
وأوضح عدد من الجزارين أن الإقبال الكثيف يعكس رغبة الأسر المغربية في الحفاظ على أجواء العيد، رغم غياب الأضحية، حيث لجأ المواطنون إلى تعويض “لحم العيد” بشراء المشتقات الحيوانية الأخرى التي ترتبط بالطقوس العيدية.
وأشار هؤلاء إلى أن الطلب تجاوز كل التوقعات هذه السنة، وهو ما خلق خللاً في توازن السوق بين العرض والطلب، خاصة في ظل توفر محدود للمنتجات، ما تسبب في موجة استياء لدى شرائح واسعة من المواطنين، وخصوصاً الأسر ذات الدخل المحدود.
من جهتهم، دعا عدد من الفاعلين المدنيين والاقتصاديين إلى ضرورة تحسيس المواطنين بأهمية الاعتدال وعدم التهافت على الشراء، مشددين على أهمية الحفاظ على روح العيد والتقاليد المغربية دون المساهمة في المضاربة أو دعم الارتفاع العشوائي للأسعار، وذلك حفاظًا على التوازن الاجتماعي والقدرة الشرائية