الذكاء الاصطناعي يُقرّب البشر من فهم عالم الحيوانات: ثورة تكنولوجية في التواصل بين الكائنات

تخطو شركة Baidu الصينية، الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، خطوة جريئة نحو فهم لغة الحيوانات عبر التقدّم بطلب للحصول على براءة اختراع لتقنية فريدة تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحويل أصوات الحيوانات وسلوكياتها إلى لغة بشرية مفهومة.

وتعتمد هذه التقنية المتقدمة على تحليل شامل لمجموعة من الإشارات البيولوجية، من بينها نبرة الصوت، لغة الجسد، الأنماط السلوكية، والمؤشرات الانفعالية التي تصدرها الحيوانات في أوضاع مختلفة. وبالاعتماد على تقنيات التعلم الآلي والتعلم العميق (Machine Learning & Deep Learning)، تقوم الخوارزميات بمعالجة هذه البيانات وفهم السياقات النفسية والسلوكية قبل ترجمتها إلى تعبيرات لفظية يمكن للبشر إدراكها.

وتهدف Baidu من خلال هذه التقنية إلى سد الفجوة التواصلية بين الإنسان والحيوان، وإرساء قواعد جديدة لفهم أعمق للعالم الطبيعي، بما قد يُسهم في تحسين رفاهية الحيوانات، وتعزيز التفاعل بين البشر والحيوانات الأليفة، وأيضًا فتح آفاق بحثية جديدة في العلوم البيولوجية والسلوكية.

كما يُرتقب أن تُحدث هذه التقنية، في حال اعتمادها وتطويرها بنجاح، ثورة في مجالات مثل الرعاية البيطرية، التربية الحيوانية، والسياحة البيئية، وحتى المراقبة البيئية باستخدام الحيوانات ككاشفات حيوية للتغيرات الطبيعية أو الأخطار المحدقة.

ويرى مختصون أن هذه المبادرة ليست فقط تقدمًا تقنيًا، بل تعبيرًا عن التحول الفلسفي العميق في العلاقة بين الإنسان وبقية الكائنات الحية، حيث لم تعد الحيوانات تُعامل ككائنات صامتة، بل ككائنات قادرة على التواصل بطرق جديدة بفضل التكنولوجيا.