شهدت أسهم شركة آبل، العملاق التكنولوجي الأمريكي، تراجعًا غير مسبوق في قيمتها السوقية، حيث فقدت 638 مليار دولار من قيمتها خلال ثلاثة أيام فقط. هذا الانخفاض الكبير جاء في وقت حساس للغاية، حيث بدأت المخاوف تتصاعد من تأثير الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي أثرت بشكل مباشر على العديد من الشركات العالمية الكبرى، وعلى رأسها آبل.
تصاعد التوترات التجارية
في خطوة غير متوقعة، أعلن الرئيس الأمريكي ترامب عن فرض رسوم جمركية جديدة على الواردات من الصين، بما في ذلك زيادة التعريفات على السلع الصينية إلى 125%. هذا القرار جاء في وقت حساس للغاية، حيث أن آبل تعتمد بشكل كبير على التصنيع في الصين. ورغم أن الشركة قامت بنقل بعض من إنتاجها إلى دول أخرى مثل الهند، فإن ذلك لم يكن كافيًا لتفادي تبعات هذه الحرب التجارية.
ردت الصين سريعًا على هذه الخطوة، حيث رفعت الرسوم الجمركية على المنتجات الأمريكية بنسبة 84%، وهو ما شكل ضغوطًا إضافية على الشركات الأمريكية، بما في ذلك آبل. هذا التصعيد في الحروب التجارية بين أمريكا والصين أدى إلى تقلبات حادة في الأسواق المالية، وكان لآبل النصيب الأكبر من هذه الخسائر.
تأثير الرسوم الجمركية على أسهم آبل
نتيجة لهذه التطورات، شهدت أسهم آبل تراجعًا كبيرًا، حيث فقدت الشركة ما يقارب 638 مليار دولار من قيمتها السوقية خلال فترة قصيرة جدًا. وهذا التراجع جعل آبل تخسر مكانتها كأكبر شركة من حيث القيمة السوقية في العالم، لصالح مايكروسوفت التي استفادت من هذه التغيرات في الأسواق.
في الوقت الذي تكافح فيه آبل للتعامل مع هذه الضغوط، يحاول المحللون والمستثمرون التنبؤ بما سيحدث في المستقبل. وعلى الرغم من الخطوات التي اتخذتها الشركة، مثل توسيع نطاق إنتاجها في الهند للاستفادة من الرسوم الجمركية الأقل، لا تزال الأسواق متوترة والمستقبل يبدو غامضًا.
نظرة إلى المستقبل
على الرغم من الخسائر الكبيرة التي تكبدتها آبل، فإن هذا الانخفاض في قيمتها السوقية ليس سوى جزء من تداعيات أوسع تتعلق بالتوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. أما بالنسبة لآبل، فهي تحتاج إلى اتخاذ قرارات استراتيجية مهمة في المستقبل، لتجاوز هذه الأزمة وحماية مكانتها في السوق.
الأسابيع القادمة ستكون حاسمة في تحديد مسار آبل، خاصة مع استمرار الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة وتأثيرها على الشركات التكنولوجية الكبرى. وبينما يترقب الجميع ما ستسفر عنه هذه التوترات، يبقى السؤال الأبرز: هل ستتمكن آبل من التعافي من هذه الضربة، أم أنها ستواجه تحديات
أكبر في المستقبل؟