شهدت أسعار الدواجن في المغرب ارتفاعًا ملحوظًا خلال الأيام الأخيرة، حيث وصل سعر الكيلوغرام من الدجاج الحي، يوم الأحد، إلى 30 درهمًا. ويرجع المهنيون هذا الارتفاع إلى نفوق أعداد كبيرة من الكتاكيت بسبب الظروف المناخية وضعف الجودة، إضافة إلى سياسات سابقة أثرت سلبًا على القطاع.
محمد أعبود، رئيس الجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم بالمغرب، أوضح أن هذا الارتفاع كان متوقعًا نتيجة عدة عوامل، منها ضعف جودة الإنتاج وقلة الرقابة، خصوصًا على مستوى الكتاكيت. وأشار إلى أن نفوق الكتاكيت تسبب في انخفاض العرض وظهور اختلالات في سلسلة الإمداد.
وأكد أعبود أن العرض الحالي أقل من الطلب، وهو ما أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير، حيث بلغ سعر الكيلوغرام في سوق الجملة بالدار البيضاء 23 درهمًا، بينما يصل للمستهلك إلى 27 درهمًا، وفي طنجة إلى 30 درهمًا للدجاج الحي.
وانتقد أعبود ضعف الاهتمام الحكومي بالقطاع، مشيرًا إلى أن التحذيرات السابقة من انهيار القطاع لم تلقَ استجابة من الجهات المسؤولة. وأوضح أن المربين الصغار والمتوسطين، الذين يشكلون العمود الفقري للإنتاج الوطني، يواجهون صعوبات كبيرة بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج، حيث تصل تكلفة الكتكوت إلى 14 درهمًا، في حين أن تكلفته الحقيقية لا تتجاوز درهمين، ما أدى إلى خروج العديد منهم من السوق.
كما أشار إلى تدهور جودة الأعلاف وغياب الرقابة عليها، مما زاد من أعباء المربين، الذين أصبحوا مدينين للشركات وغير قادرين على تشغيل مزارعهم دون دعم حكومي. وأكد أن السياسات غير المدروسة تسببت في تدمير البنية الإنتاجية للقطاع، مقارنة بالدعم الذي يحظى به المزارعون في الدول الأوروبية.
واختتم أعبود بتسليط الضوء على أزمة المستهلك المغربي، الذي أصبح مهددًا باستهلاك منتجات مجمدة مجهولة المصدر، محذرًا من أن السياسات الحالية أضرت بالمربين والمستهلكين على حد سواء، وأدخلت قطاع الدواجن في أزمة غير مسبوقة.