في جلسة برلمانية استثنائية، فاجأ وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عز الدين ميداوي، نواب الأمة بأرقام ومعطيات مقلقة ترصد الوضع الراهن للجامعات المغربية، وتسلط الضوء على مجموعة من الإشكالات البنيوية التي تعيق تطور المنظومة الجامعية الوطنية.
وكشف الوزير أن ما يقرب من 40% من الطلبة يتغيبون عن امتحانات الدورة الأولى، مشيرًا إلى أن بعضهم يسجل في الجامعة فقط من أجل الاستفادة من المنحة، دون أي التزام فعلي بالمسار الدراسي. كما بلغ معدل الهدر الجامعي حوالي 49%، وهي نسبة مرتفعة تعكس تحديًا حقيقيًا أمام تطور التعليم العالي.
ولم يقتصر الوزير في مداخلته على الطلبة، بل سلّط الضوء أيضًا على أوجه الخلل في تسيير الجامعات، مؤكّدًا أن العديد منها لا تصرف الميزانية المخصصة لها، ما يُضيع فرصًا كبيرة في تحسين الخدمات الجامعية.
كما نبه إلى الغياب التام لنظام معلوماتي شامل قادر على تتبع مسارات الطلبة وإدارة المعطيات، الأمر الذي وصفه الوزير بـ”المؤلم”، قائلاً:
“نحن وزارة التعليم العالي والابتكار ولا نملك نظاماً معلوماتياً شاملاً؟ هذا أمر يحز في النفس…”
ومن المعطيات التي تم الكشف عنها أيضًا:
- بعض الجامعات المغربية تضم ما بين 80 ألف و160 ألف طالب.
- أستاذ واحد يؤطر 250 طالبًا، مقابل معدل عالمي يتراوح بين 10 و15 طالبًا لكل أستاذ.
- موظف إداري واحد لكل 300 طالب، وهو رقم يطرح علامات استفهام حول جودة التسيير والخدمات.
وأكد الوزير أن الوزارة بصدد وضع خطة إصلاح شاملة، تشمل إعادة النظر في حكامة الجامعات، وتوسيع قاعدة التأطير البيداغوجي، وتحسين البنيات التحتية، مع استحضار العدالة المجالية وتحقيق جودة في التكوين والبحث العلمي.