آسفي – خاص
في مدينة آسفي العريقة، حيث يلتقي عبق التاريخ بأصالة الروح، وُلد عام 1993 الفنان المنشد عمر عدنان، سليل أسرة فنية وصوفية عُرفت بولعها بالتراث المغربي الأصيل. هو حفيد الفنان الكبير الحاج محمد بجدوب، أحد رموز فن السماع والمديح الصوفي في المغرب، الذي رافقه منذ نعومة أظافره في مجالس الذكر والإنشاد.
بدأ عمر ولعه بالإنشاد وهو لم يتجاوز السابعة من عمره، إذ اعتاد أن يرافق جده ثلاث مرات أسبوعياً إلى عدد من الزوايا بآسفي، مثل الزاوية الدرقاوية والتجانية وضريح أبي محمد صالح، حيث تشبّع بجماليات الذكر وتلاوة القرآن ودلائل الخيرات وقصائد البوصيري.
في المنزل، واصل الجد تأطيره، فلقّنه أصول التجويد وحفّظه نحو 30 حزباً من القرآن الكريم. لاحقًا، سُجّل عمر في المعهد الموسيقي بمدينة آسفي، حيث تعمق في دراسة المقامات الموسيقية والإيقاع والموسيقى الأندلسية، متقناً “الصنائع” و”الطبوع” و”الميازين” الخاصة بنوبات الآلة الأندلسية.
انضم عدنان سنة 2004 إلى المجموعة الأحمدية للمديح التي كان يرأسها جده، ليكون أصغر منشد رسمي ضمنها. ومنذ ذلك الحين، شارك في أبرز المهرجانات الوطنية، مثل:
مهرجان فاس الوطني للمديح والسماع
مهرجان أندلسيات الصويرة
موسم سيدي أحمد التجاني بفاس
موسم الزاوية الحراقية بتطوان
موسم سبعة رجال بمراكش
مهرجان سلا وموسم الشموع
إلى جانب هذه المشاركات، سُجّلت له إطلالات إذاعية وتلفزيونية عديدة على القنوات المغربية، كالقناة الثانية والأولى والسادسة، من خلال برامج: مواهب في تجويد القرآن الكريم، شدّى الألحان، تغريدة، وغيرها.
في عام 2015، تم اختياره كعضو في النخبة الوطنية للمنشدين الشباب، وشارك معهم في ملتقيات وطنية كبرى، منها ملتقى سطات وخريبكة، ومهرجان الزاوية القادرية بالصويرة.
كما حظي بشرف تمثيل المغرب دولياً في جولات خارجية شملت فرنسا، كندا، إسبانيا، بلجيكا، هولندا، الولايات المتحدة، قطر، وأبوظبي، حيث رافق الجد الفنان بجدوب وعدداً من الأجواق الأندلسية العريقة.
ومن أبرز محطاته الروحية والفنية، مشاركته في حضرات ملكية بحضور أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله، في صلوات الجمعة بعدد من المدن، وليلة القدر، وصلاة العيد، إلى جانب حضوره كضيف شرف في أنشطة ملكية ومهرجانات وطنية كبرى.
عمر عدنان اليوم، ليس مجرد فنان ناشئ، بل هو امتداد حيّ لمدرسة فنية صوفية راسخة، تجدد روحها على لسان شبابٍ يجمع بين الأصالة والتمكن، رافعاً لواء التراث المغربي الروحي في محافل الوطن والعالم.