بعد سنوات من الغياب عن الواجهة الإعلامية، يعود رجل الأعمال المغربي أنس الصفريوي، رئيس مجموعة “الضحى”، ليتصدر قائمة أغنى الشخصيات بالمملكة، بثروة تُقدّر بـ1.6 مليار دولار، وفق ما أوردته مجلة “فوربس”.
هذه العودة الاقتصادية جاءت بعد مرحلة من التراجع والتكتم رافقها تجنب للأضواء، رغم الإشاعات المتكررة، من بينها ما نشرته صحيفة “ذا صن” البريطانية بشأن نيته شراء نادي شيفيلد وينزداي الإنجليزي، وهي مزاعم سارعت جهات مقربة منه إلى نفيها.
وبفضل الأداء القوي لمجموعة “الضحى” خلال سنة 2024، التي سجلت رقم معاملات بلغ 2.6 مليار درهم بزيادة 22%، وحققت أرباحًا صافية ناهزت 304 ملايين درهم، عاد الصفريوي إلى واجهة الاقتصاد المغربي بثقة. المجموعة أطلقت نحو 100 مشروع جديد، بينها 25 مشروعًا في غرب إفريقيا، ما ساهم في رفع المبيعات المسبقة بنسبة 15% لتصل إلى أكثر من 10,600 وحدة، مع مساهمة لافتة لفروع إفريقيا الغربية بنسبة 21%.
ولم يتوقف الصفريوي عند قطاع العقارات، إذ وسّع استثماراته لتشمل قطاع الإسمنت عبر شركتي “إسمنت الأطلس” و”Cimaf”، إضافة إلى حضوره في السوق الفرنسية من خلال “Vracs de l’Estuaire”. كما دخل قطاع الأدوية عبر استحواذ مجموعته العائلية “أومنيوم الصناعات والترويج” على مختبر “أفريك فار”، الذي يشرف عليه نجله مالك الصفريوي.
وحسب “جون آفريك” أن الصفريوي ينوي أيضًا التوسع نحو القطاع الفلاحي، في خطوة تعكس رغبته في تنويع مجالات استثماره.
وتُعد هذه القطاعات من بين الأكثر ربحية في المغرب، حيث يحقق قطاع الأدوية رقم معاملات يتجاوز 15 مليار درهم سنويًا.
رغم التحديات التي واجهها، وعلى رأسها استدعاؤه من طرف وزارة الداخلية سنة 2015 بسبب استخدام غير مشروع لاسم الملك محمد السادس في ترويج مشاريعه، واعتراضه من دعوة رسمية لحفل ملكي، استطاع الصفريوي أن يُعيد ترتيب أوراقه بهدوء، معتمدًا نهج الصمت الاستراتيجي والاشتغال بعيدًا عن الأضواء.
واليوم، بعد سنوات من إعادة الهيكلة والتوسع الذكي، يكرس أنس الصفريوي نفسه كواحد من أقوى الفاعلين الاقتصاديين ليس فقط في المغرب، بل في القارة الإفريقية.