رصيف24
في خطوة وُصفت بالاستباقية، لجأ النظام الجزائري، اليوم الجمعة، إلى إنزال أمني واسع وسط العاصمة الجزائرية، تحسباً لدعوات التظاهر التي أطلقها شباب حركة “جيل زد 213” عبر شبكات التواصل الاجتماعي، احتجاجاً على تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بالبلاد.
مصادر متابعة للشأن الجزائري أكدت أن السلطة اختارت، كعادتها، خطاب التخويف عبر وسائل إعلامها الرسمية، بإقحام اسم المغرب وربط الدعوات الاحتجاجية بـ”مؤامرة خارجية” تستهدف استقرار الجزائر. وكالة الأنباء الجزائرية ذهبت أبعد من ذلك، متهمة الإعلام المغربي بـ”تضخيم” الدعوات، ومعتبرة أن البلاد “تعتمد نموذج الدولة الاجتماعية الذي يوفر التعليم والصحة المجانيين”.
النائب البرلماني عبد الوهاب يعقوبي أوضح أن جزءاً من الدعوات يعكس رغبة الشباب في التعبير عن آرائهم في عصر رقمي مفتوح، لكنه لم ينف وجود محاولات خارجية لاستغلال هذه التحركات سياسياً.
وفي المقابل، شدد الناشط المعارض شوقي بن زهرة في تصريح لجريدة هسبريس على أن السلطة “لم تنتظر أي تجمع”، بل نشرت قوات أمنية كثيفة بالزي الرسمي والمدني في شوارع العاصمة لمنع أي تحرك محتمل، معتبراً أن النظام “يكرر أسلوب العزف على وتر المؤامرة المغربية كلما اشتدت عليه الضغوط الداخلية”.
بن زهرة أضاف ل هسبريس أن السلطة الجزائرية “لا تقمع فقط الدعوات الاجتماعية”، بل تمنع حتى وقفات التضامن مع فلسطين، مما يكشف – حسب قوله – عن “إصرار النظام على إسكات أي تعبير شعبي، باستعمال سلاح التخويف والأحكام القضائية القاسية”.
وتأتي هذه التطورات في وقت تتصاعد فيه حدة الانتقادات الداخلية للنظام الجزائري بسبب الأوضاع المعيشية المتدهورة، وارتفاع نسب البطالة، وتراجع القدرة الشرائية، ما جعل الشباب يبحثون عن فضاءات رقمية للتعبير عن غضبهم في ظل تضييق ممنهج على حرية التظاهر.