فعّلت الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية “نارسا” نظام مراقبة المخالفات المرورية في كلا اتجاهي السير، مما ساهم في تسجيل ارتفاع ملحوظ في عدد المخالفات خلال فترة وجيزة.
وبحسب معطيات رسمية حصلت عليها جريدة هسبريس الإلكترونية، فقد تم منذ منتصف شهر يونيو الماضي إدخال 90 راداراً آلياً جديداً إلى الخدمة، قادرة على رصد المخالفات في الاتجاهين، سواء في الذهاب أو الإياب، وهو ما يُعد تطوراً نوعياً في منظومة المراقبة الطرقية بالمملكة.
وخلال أقل من شهرين، بلغ عدد المخالفات المسجلة 62 ألفاً و251 مخالفة فقط في اتجاه السير المعاكس، وذلك إلى حدود تاريخ 5 غشت الجاري، ما يكشف عن حجم السلوكيات غير القانونية التي كانت تمر دون رصد في السابق.
يأتي هذا الإجراء في إطار السياسة الاستباقية التي تنهجها “نارسا” للحد من النزيف الدموي على الطرقات، والذي يُعد من بين أبرز التحديات التي تواجه المغرب في مجال السلامة الطرقية. إذ تتسبب حوادث السير سنوياً في آلاف الضحايا ما بين قتلى وجرحى، ناهيك عن الخسائر الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة.
المواطنون اليوم أمام واقع جديد يفرض مزيداً من الالتزام بقانون السير واحترام السرعة المحددة، خاصة في ظل توسيع شبكة الرادارات الذكية، التي لم تعد تراقب فقط الاتجاه الأمامي، بل ترصد أيضاً السائقين المخالفين في الاتجاه المقابل.
وتؤكد مصادر من داخل الوكالة أن هذه المقاربة التقنية تهدف إلى تعزيز ثقافة المسؤولية والانضباط المروري، لا إلى تغريم المواطنين فقط، معتبرة أن الاستثمار في تكنولوجيا السلامة هو استثمار في الأرواح وفي جودة الحياة.
ورغم بعض الانتقادات التي طالت هذه الخطوة من طرف عدد من السائقين، فإن المؤشرات الأولية تشير إلى أن تفعيل هذا النظام قد يكون عاملاً حاسماً في خفض عدد الحوادث، شريطة أن يرافقه تكثيف لحملات التوعية والردع.