دخل أسود الأطلس المباراة بعزيمة واضحة لتحقيق فوز جديد يكتب فصلاً جديداً في سجل إنجازاتهم المتواصلة، حيث كان الهدف هو الانتصار السادس عشر توالياً، وفك الشراكة مع المنتخب الإسباني، ليصبح المغرب صاحب الرقم القياسي العالمي في عدد الانتصارات المتتالية على مستوى المنتخبات الوطنية، في إنجاز تاريخي غير مسبوق منذ سنة 2009.
ورغم المحاولات العديدة لرفاق أشرف حكيمي في الشوط الأول، فإن غياب النجاعة الهجومية وبعض التمريرات غير الموفقة حال دون الوصول إلى شباك الحارس الكونغولي ندينغا تسانو. وفي المقابل، اكتفى المنتخب الكونغولي ببعض المرتدات التي افتقدت للفعالية، لينتهي الشوط الأول كما بدأ على إيقاع التعادل السلبي.
في الجولة الثانية، اشتعلت المباراة بإيقاع هجومي متبادل، وسط تألق واضح للحارسين ياسين بونو وندينغا تسانو، اللذين تصديا لمحاولات عدة من الجانبين. وبعد ضغط متواصل، تمكن يوسف النصيري من فك شفرة الدفاع الكونغولي في الدقيقة 63، موقعاً الهدف الوحيد في المباراة، وسط فرحة جماهيرية عارمة في مدرجات المركب الرياضي مولاي عبد الله.
وحافظ الأسود على تقدمهم حتى صافرة النهاية، رغم محاولات المنافس لإدراك التعادل، ليحققوا بذلك الانتصار رقم 16 على التوالي، ويعتلوا قمة المنتخبات العالمية كأكثر فريق يحقق انتصارات متتالية في تاريخ كرة القدم الحديثة.
بهذا الفوز، يواصل أبناء المدرب وليد الركراكي كتابة التاريخ بحروف من ذهب، مؤكدين أن المغرب لم يعد مجرد منافس إفريقي قوي، بل قوة عالمية صاعدة في سماء كرة القدم، تمزج بين الصلابة التكتيكية والروح الجماعية العالية.