رصيف24-اقتصاد وفلاحة
تتواصل عملية ترقيم القطيع الوطني من المواشي في عدد من مناطق المغرب، في ظروف وُصفت بـ“السلسة والمنظمة”، حيث لا يتم ترقيم سوى الأغنام والماعز التي جرى إحصاؤها فعلاً خلال العملية الأخيرة، وفق ما نقلته شهادات ميدانية لعدد من المربين.
لكن في المقابل، دعا الكسابة إلى التعجيل بصرف الدعم المخصص للمربين، مؤكدين أن “الدعم هو من موجبات الترقيم”، في ظل ارتفاع أثمنة الأعلاف وتدهور الوضعية المعيشية للقطاع الفلاحي.
وحسب ما أوردته جريدة هسبريس، فإن المربين ينتظرون من وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات الإسراع في صرف دعم الأعلاف، بحيث يصبح سعر الكيلوغرام الواحد من الشعير درهماً ونصفاً، وسعر الأعلاف المركبة للأغنام والماعز درهمين للكيلوغرام، إلى جانب منحة 400 درهم لكل أنثى مرقّمة لم تُذبح بعد، التي لن تُصرف إلا بعد انتهاء عملية الترقيم.
وفي تصريح لـهسبريس، أوضح علاء الشريف العسري، أحد الكسابة بمدينة القصر الكبير، أن عملية الترقيم “استؤنفت بعد تجاوز مشكل التزويد بالحلقات، وهي تمر حالياً في أجواء منظمة”، مشيراً إلى أن السلطات تقوم بإبلاغ المربين مسبقاً بموعد زيارتهم.
وأضاف العسري قائلاً:
“الطانكة ها هي، والدعم فينا هو؟”
في إشارة إلى تأخر صرف الدعم الموجه لتخفيض ثمن الأعلاف، معتبراً أن هذا التأخر “فاقم من الوضع الصعب الذي يعيشه الكسابة منذ إلغاء شعيرة الذبح خلال عيد الأضحى الماضي”.
ولفت إلى أن هذه الفترة تعرف ذروة استعمال الأعلاف بسبب كثرة الولادات وتأخر التساقطات المطرية، ما زاد الضغط على المربين.
ومن جهته، أكد ميلود الرماح، كساب من إقليم شيشاوة، في تصريح للجريدة نفسها، أن “اللجنة المختصة شرعت في ترقيم المواشي بالمنطقة، والعملية تمر في ظروف جيدة وسريعة”.
وأشار إلى أن مربي الماشية ينتظرون دعم الأعلاف وصرف منح الإناث، قائلاً:
“حين يسمع الكساب بالدعم، يظل ينتظر على أحر من الجمر”.
كما حذّر الرماح من احتمال تسجيل خروقات في صرف دعم الإناث، بسبب “تحيز بعض الجهات المسؤولة لصالح كسابة مقربين”.
أما في منطقة بني ملال، فقد عبّر الكساب جواد كريم عن خيبة أمل المربين من تأخر الدعم، قائلاً:
“انتظرنا طويلاً دون أي جديد، ما دفع عدداً من الكسابة إلى بيع الحَوْليات (الرخل)، بعدما فقدوا الأمل”.
وأضاف أن هذا التأخر، إلى جانب غلاء الأعلاف واستئناف ذبح الإناث غير الحوامل، تسبب في تراجع أثمنة إناث المواشي بما بين 700 و800 درهم للرأس الواحد.
وأكدت وزارة الفلاحة في تصريحات سابقة أن الدعم الموجه لإناث الأغنام سيصرف بحلول ماي 2026، شريطة أن يكون الكساب قد استكمل عملية الترقيم بالكامل، مشيرة إلى أن هذا الإجراء ضروري لضمان شفافية العملية وتوجيه الدعم للفئات المستحقة.
وبذلك، تبقى تحديات ارتفاع كلفة الأعلاف وتأخر الدعم من أبرز الانشغالات لدى الكسابة، في انتظار استكمال عملية الترقيم وتفعيل الإجراءات الحكومية الداعمة للقطاع.