يفتخر تلاميذ إعدادية جوهرة بتيفلت – ضواحي الرباط – وهم سعيد وضحى وهدى بإنجازهم الرائد في حملة “من الطفل إلى الطفل”، التي استهدفت أقرانهم المنقطعين عن الدراسة، حيث نجحوا في إقناع ثمانية من 17 زميلاً بالعودة للفصول الدراسية .
أرجع سعيد تموح، مدير المدرسة، أسباب الانقطاع عند العديد من التلاميذ إلى عوامل اجتماعية واقتصادية مثل الفقر، والوضع الهش، أحياناً مع وجود صعوبات تعلم .
تقول ضحى الغزولي (15 سنة)، التي ظهرت في الحملة بقبعة تحمل شعارها: “من الطفل إلى الطفل”، إنهم استعادوا ثمانية من أصل 17 زميلاً، ويعزفون على نفس الوتر من أجل إقناع آخرين . وأضاف سعيد الرفاعي (15 سنة): “من الطبيعي أن تحزن عندما ترى أصدقاءك يضيعون… لا بد أن نعيدهم لينقذوا مستقبلهم”، في تعبيرٍ عن المسؤولية التضامنية داخل المدرسة .
تشير تقارير وزارة التربية الوطنية إلى أن عدد المنقطعين عن الدراسة دون 18 عاماً يبلغ نحو 276 ألفاً سنوياً، بينهم حوالي 160 ألفاً في السلك الإعدادي وحده . هذه الظاهرة تدخل في قلب أزمة تنخر منظومة التعليم العمومي الوطني.
بمجرد عودتهم، يباشر التلاميذ المسجلون في “مدارس الفرصة الثانية” حصصاً دراسية وتكوينية في مجالات مهنية مثل الصباغة والحلاقة والطبخ، إضافة إلى أنشطة ترفيهية، وتجري اختبارات بنهاية السنة لتحديد مسارهم؛ نحو العودة للنظام العادي أو الالتحاق بالتكوين المهني .
في قرية مجاورة، شارك أمين عثمان (17 سنة) في الحملة بعد أن عاد للدراسة هو الآخر، ليتمكن من إقناع ثلاثة من زملائه بالعودة . من بين العائدين أيضاً آية بنزكي (18 سنة) التي انسحبت سابقاً بسبب صعوبات دراسية، وها هي تطمح الآن إلى شهادة البكالوريا .
تؤكد مؤسسات رسمية أن وقوف التعليم العمومي أمام تحدي الهدر يعزز الفوارق الاجتماعية، حيث أن نقص التعليم مسؤول عن 47.5% من حالات الفقر في البلاد، بينما يصل معدل الأمية إلى 24.8% من سكان المغرب البالغ عددهم نحو 37 مليون نسمة