غيب الموت أمس الثلاثاء القاضي الأميركي فرانك كابريو، الملقب بـ”القاضي الرحيم”، عن عمر ناهز 88 عاماً، بعد صراع طويل مع سرطان البنكرياس.
وبرحيله، فقد العالم شخصية قضائية وإنسانية استثنائية، اشتهرت ليس فقط بقراراتها داخل قاعة المحكمة، بل أيضاً بحضورها الإنساني المؤثر الذي تجاوز جدران العدالة، ليترك بصمة لا تُمحى في قلوب ملايين الناس حول العالم.
وداع مؤثر
كان كابريو قد تحدث في رسالته الأخيرة إلى محبيه عن تدهور حالته الصحية قائلاً: “قبل عام طلبت منكم الدعاء لي ويبدو أنكم فعلتم ذلك، لأنني تخطيت فترة صعبة للغاية، ولسوء الحظ تعرضت لانتكاسة، ورجعت إلى المستشفى… والآن أطلب منكم أن تتذكروني في صلواتكم مرة أخرى. أنا مؤمن للغاية بقوة الدعاء وأن الله يسمعنا.”
كلماته الأخيرة حملت صدقاً إنسانياً عميقاً، جعل الكثيرين يستشعرون حجم الإيمان والطمأنينة التي عاش بها.
القاضي الرحيم
نال القاضي كابريو شهرة واسعة بعد انتشار مقاطع فيديو من جلساته القضائية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ظهر وهو يتعامل مع المخالفين، ومعظمهم من مهاجرين وفقراء، بروح مليئة بالرحمة والعدل معاً.
امتزجت في شخصيته صرامة القانون بخفة الدم وسعة الصدر، فكان يستمع للمتهمين بإنصات، يمنحهم فرصة لتبرير ظروفهم، ويخفف العقوبات مراعاةً لأوضاعهم الإنسانية.
ولذلك استحق عن جدارة لقب “القاضي الرحيم”، إذ أصبح رمزاً للعدالة الرحيمة التي تضع الإنسان في قلب القانون.
إرث إنساني خالد
ترك فرانك كابريو إرثاً من القيم الإنسانية، ورسالة خالدة مفادها أن العدالة ليست مجرد نصوص جامدة، بل روح تُنصف الضعفاء وتزرع الأمل. وسيبقى اسمه حاضراً في ذاكرة كل من آمن بأن الإنسانية يمكن أن تعيش جنباً إلى جنب مع القانون.
رحل القاضي كابريو، لكن ابتسامته، ودفء كلماته، وقراراته التي أعادت للعدالة وجهها الإنساني، ستظل شاهداً على حياة قضائية استثنائية.